احتج مجموعة من الناشطين الحقوقين والمدنيين المتضامنين مع القاضي محمد الهيني، الذي عزله المجلس الأعلى للقضاء مؤخرا، في وقفة احتجاجية مساء اليوم الخميس، بساحة البريد بالرباط، مطالبين ب"إنصافه ماديا ومعنويا"، ودفاعا عن "استقلالية القضاء". ووصف المحتجون القاضي ب"النزيه والشريف"، فيما أرجع المرصد المذكور في بيان وزعه بالوقفة، عزل الهيني إلى ما أسماه "سياسة التضييق الممنهجة التي يتبعها وزير العدل ومن يقف وراءه، في حق القاضي المذكور". إلى ذلك، اعتبر القاضي محمد الهيني، الذي التحق بالوقفة بعد انطلاقها وسط ترحيبات قوية من المحتجين، أن سبب عزله هو انخراطه إلى جانب قضاة آخرين في "التصدي لعيوب المنظومة القضائية الجديدة ونقلها للنقاش العام، في وقت لا يتم عزل القضاة المتورطين في الفساد ولا يكلمهم أحد" يقول الهيني. ورفعت في الوقفة الاحتجاجية لافتتين، واحدة باسم "هيئة دعم استقلالية القضاء وإنصاف القاضي محمد الهيني"، وأخرى باسم "المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام"، أجمعتا على إدانة عزل القاضي الهيني والمطالبة بإنصافه. وطالب المحتجون في البيان الختامي للوقفة، الملك محمد السادس بصفته رئيس السلطة القضائية حسب ما ينص عليه الدستور، أن يلغي قرار عزل الهيني. من جهته، قال الباحث في العلوم السياسية عبد الرحيم العلام في تصريح ل"العمق المغربي"، إن المجلس الأعلى للقضاء كان ينبغي عليه عدم التسرع في ملف الهيني، مشددا على أن العزل قرار "جائر"، وأضاف أن عددا من القضاة الذين توبعوا في قضايا متعلقة بفساد لم تصل التأديبات في حقهم خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى العزل، بل كان أقصاها الإحالة على التقاعد، وهو ما يظهر أن عزل الهيني على خطأ مهني "قرار جائر". وردد المحتجون شعارات تضامنية مع القاضي محمد الهيني، من قبيل "الهيني ها هو.. والعدالة فين هيا"، و"لا لا ثم لا.. لقضاء المهزلة.. لمجلس المهزلة"، في إشارة للمجلس الأعلى للقضاء. واعتبر المحتجون أن الهيني دفع ضريبة مقاومته للفساد والاستبداد، ورددوا "يا فساد يا ملعون.. الهيني في العيون". وصب المحتجون جام غضبهم على مصطفى الرميد ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، رافعين "ابن كيران زيرو.. الرميد زيرو.. الحكومة زيرو.. والمجالس زيرو.. بغيناهم يطيروا".