أدت الأمطار الغزيرة التي تشهدها مدن الشمال، إلى حدوث فيضانات وسيول جارفة بجماعة القصر الصغير التابعة لإقليم الفحص أنجرة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أدت إلى محاصرة عدد من السكان، من ضمنهم أطفال ونساء ومسنون، فيما غمرت المياه عددا من المنازل والأحياء السكنية. وأظهر صور توصلت بها جريدة "العمق"، ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير بمختلف مناطق القصر الصغير، خاصة مدشري فرسيوة وبوعباد، ما تسببت في غمر منازل ومحلات تجارية وسيارات، وقطع المسالك الطرقية المؤدية إلى المنطقة، فيما استعانت الوقاية المدنية بزوارق مطاطية لإنقاذ السكان الذين حاصرتهم السيول. وأظهر مقطع فيديو شخصا محاصرا وسط السيول وسط نداءات استغاثة لإنقاذه من الموت، فيما صعد سكان عدد من المنازل إلى الأسطح طلبا للنجدة. وتسببت الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة، في توقف حركة السير بين تطوانوالمضيق بغدما غمرت المياه الطريق الوطنية الرابطة بين المدينتين على مستوى جماعة الملايين، إلى جانب الطريق الإقليمية رقم 4701 الرابطة بين القصر الصغير وتطوان عبر خميس أنجرة. ووفق مديرية الأرصاد الجوية، فإن مقاييس التساقطات المطرية المسجلة بعمالة الفحص أنجرة، من السادسة من صباح أمس إلى السادسة من صباح اليوم، بلغت 80 ملم في القصر الصغير، 67 في تغرامت، 42 في أنجرة، و7 في ملوسة، فيما بلغت التساقطات في مدينة تطوان خلال نفس الفترة 46 ملم. اقرأ أيضا: نشرة إنذارية تدفع مديرية التعليم لتعليق الدراسة بتطوان غدا ومخاوف من تكرار الفيضانات كما أدت التساقطات المطرية إلى غمرق عدد من المنازل والمحلات والأزقة بمدن المضيقوالفنيدق ومرتيل، خاصة بعد امتلاء سد "اسمير" بالمضيق عن آخره وغمر حي بوزغلال بالسيول، فيما يعيش الشارع التطواني على وقع الترقب والمخاوف من احتمال تكرار فيضانات وسيول الإثنين الماضي. ووجه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات للسلطات المحلية والجهوية والمسؤولين المنتخبين، من أجل التدخل بشكل عاجل تفاديا لوقوع الأسوء، خاصة وأن المنطقة تقع فوق تضاريس جبلية وعرة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الفيضانات التي ضربت تطوان يوم الإثنين المنصرم. وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية، قد حذرت في نشرة إنذارية من المستوى البرتقالي، من أمطار رعدية قوية ستتراوح ما بين 60 و80 ملم، ستعرفها أقاليم تطوان، شفشاون، المضيق-الفنيدق والفحص-أنجرة، وذلك ابتداء من الساعة الواحدة من ليلة السبت، وإلى غاية الحادية عشرة ليلا. وكانت المديرية الإقليمية للتعليم بتطوان، قد قررت تعليق الدراسة اليوم السبت صباحا، بكافة المؤسسات التعليمية بالإقليم، إلى جانب المؤسسات الواقعة بجماعة واد لو، وذلك بسبب النشرة الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية التي توقعت هطول أمطار غزيرة بالمنطقة. وعاشت مدينة تطوان، يوم الإثنين المنصرم، يوما عصيبا بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الحمامة البيضاء دون توقف منذ الساعات الأولى من الفجر وإلى غاية العصر، مخلفة خسائر مادية كبيرة بمختلف أحياء وشوارع المدينة. اقرأ أيضا: تطوان تتنفس تحت الماء.. السيول تغمر 275 منزلا وتجرف 11 سيارة وتخلف خسائر مادية (فيديوهات) وغمرت السيول عددا من المنازل والمحلات والمقاهي والمدارس وأقبية المباني، كما جرفت مجموعة من السيارات وتسببت في انهيارات جزئية لأسوار مؤسسات عمومية وتصدعات في المنازل، فيما نجى عدد من المواطنين من الموت بعدما جرفتهم السيول. ووفق المعطيات الرسمية التي أعلنت عنها عمالة تطوان، فإن مياه الأمطار تسربت إلى ما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة، دون أن تخلف أي إصابات بشرية. وقالت العمالة إن التساقطات المطرية التي بلغت 100 ملم، ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال، أدت إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية.