صوت مجلس النواب الأميركي، اليوم الأربعاء، بالموافقة على إجراءات عزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأقر لائحة الاتهام ضده. وقد أيد إجراءات عزل ترامب 232 نائبا مقابل 197 في تصويت مجلس النواب. ووُجه اتهام لترامب ب "التحريض على التمرّد" انطلاقاً من اقتحام انصاره مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني. ولأول مرة في تاريخ الولاياتالمتحدة يتم التصويت لصالح إجراءات عزل الرئيس في مناسبتين أثناء ولايته. من جهته دعا ترامب جميع الأميركيين لتخفيف التوتر، بينما وصفته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بأنه تهديد للبلاد، وقالت إنه يجب أن يرحل، في حين يصوّت مجلس النواب مساءلة ترامب. وقال ترامب في بيان بثته شبكة فوكس نيوز الأربعاء "أدعو جميع الأميركيين للمساعدة على تخفيف التوتر وتهدئة الوضع". كما دعا ترامب الجميع إلى نبذ العنف وعدم خرق القانون أو القيام بتخريب من أي نوع، وقال "ليس هذا ما أدافع عنه". وكان مجلس النواب صوّت على المرحلة الإجرائية الثانية التي تنظم إجراءات التصويت على مشروع قرار يتهم ترامب بالتحريض على التمرد، حيث مرر المجلس أول تصويت تمهيدي بواقع 221 صوتا مقابل معارضة 105 أصوات. وقدم 3 مشرّعين ديمقراطيين مشروع القرار الذي قد يتيح بدء إجراءات لمحاكمة ترامب في الكونغرس، قبل 8 أيام فقط من انتهاء ولايته. وفي بداية الجلسة بمجلس النواب، قالت بيلوسي نعلم أن رئيس الولاياتالمتحدة حرّض على هذا التمرد. هذا العصيان المسلح على دولتنا. لا بد أن يرحل. إنه خطر واضح وقائم على ذلك البلد الذي نحبه جميعا". ودَعت رئيسة مجلس النواب الديمقراطيين والجمهوريين إلى الدفاع عن الدستور وعن الجمهورية، وإلى التصويت على مساءلة ترامب وإدانته. وأضافت بيلوسي "بلادنا منقسمة وكلنا نعرف ذلك وترامب يدرك أنه يفقد السلطة، وواجبنا الدفاع عن الدستور والجمهورية". وكانت بيلوسي قد رفضت في رد على سؤال صحفي الإفصاح عما إذا كانت ستُحول لائحة الاتهام فورا إلى مجلس الشيوخ. لجنة قضائية وحمّلت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مسؤولية اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، ويصوّت المجلس على قرار يتهم ترامب بالتحريض تمهيدا لمحاكمته برلمانيا، في حين كشف مصدر جمهوري عن أن البيت الأبيض يضغط على النواب للتصويت ضد القرار. ونشرت اللجنة القضائية في مجلس النواب اليوم الأربعاء تقريرا عن اقتحام الكونغرس أثناء جلسة التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وقالت فيه إن تأكيد ترامب أثناء خطابه على مزاعمه "التي لا أساس لها من الصحة" بشأن نتائج الانتخابات؛ جعل مؤيديه يعتقدون أن العملية الديمقراطية تشكل تهديدا للبلاد. واستشهد التقرير بخطاب ترامب الذي وجهه لأنصاره قبيل الاقتحام، حيث حثهم على التوجه إلى الكونغرس. وذكر التقرير أنه رغم اقتراح الرئيس على أنصاره التوجه إلى الكونغرس بشكل سلمي، فإن المضمون العام لخطابه كان تهديدا، وهو ما فهمه مؤيدوه. وشدد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر على ضرورة محاكمة المتورطين في اقتحام مبنى الكونغرس، محذرا من أنهم يهددون الأمنين الداخلي والقومي، وأنهم عازمون على ارتكاب مزيد من العنف والتحريض عليه. وطالب شومر السلطات بوضع كل من شارك في اقتحام الكونغرس على القوائم السوداء لمنع السفر عبر الطائرات. مواقف الديمقراطيين وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هوير لشبكة "إم إس إن بي سي" (MSNBC) "لن ننتظر، وسنحيل إجراءات العزل لمجلس الشيوخ في أقرب وقت"، معتبرا أنه لا يوجد أي سبب لعدم إحالة إجراءات العزل إلى مجلس الشيوخ هذا الأسبوع. واتهم زعيم الأغلبية الديمقراطية ترامب بأنه خرق القسم وحرّض على التمرد المسلح، وأنه قام بكل شيء من أجل تخويف المسؤولين الذين يكشفون الحقيقة، وقال إن أفعاله تستدعي ردا مستعجلا، وأكد هوير أن عددا من الجمهوريين يعتقدون أن هذه الإجراءات ضرورية. وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف إن "اقتحام الكونغرس كان أخطر لحظة لديمقراطيتنا على امتداد قرن"، معتبرا أن الرئيس حرض على تمرد مسلح لمنع الانتقال السلمي. وأضاف شيف "بلادنا مرت بحرب أهلية وحروب عالمية والآن تعيش الترامبية الداعية للتمرد". كما قالت النائبة الديمقراطية إلهان عمر "من أجل أن نعيش كديمقراطية يجب أن تكون هناك محاسبة وعزل للرئيس فورا". وكذلك قالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب إنه لا يحق للذين حرضوا على العنف في مجلس الشعب أن يتحدثوا عن الوحدة، مضيفة "يجب ألا نسمح باستمرار الأكاذيب بعد محاولة الانقلاب هذه وعلينا عزل الرئيس". وخلال جلسة مجلس النواب، قال النائب الديمقراطي جيمس كلايبورن إن ترامب يجب أن يعزل وألا يتقلد أي منصب حكومي في المستقبل، متهما إياه بأنه أراد الانقلاب على نتائج الانتخابات عبر التحريض على التمرد المسلح. وصرح النائب الديمقراطي ديفيد سيسيليني بأن مئات "الإرهابيين" قاموا بما كان يريده ترامب وهاجموا مبنى الكونغرس باسمه، مضيفا أن الرئيس خسر الانتخابات ولكنه طوال شهرين رفض الاعتراف بإرادة الناخبين. أما النائب الديمقراطي سيث مولتن فقال إن عدد الجنود الأميركيين في واشنطن الآن أكبر من عددهم في أفغانستان، في إشارة إلى انتشار قوات الحرس الوطني في أرجاء العاصمة لمنع وقوع أعمال شغب. وبدورها، اعتبرت النائبة الديمقراطية لوسيل ألارد أن يدي ترمب ملطختان بالدماء بعد "محاولة الانقلاب الفاشلة"، مؤكدة أن الرؤساء ليسوا فوق القانون. وقال النائب الديمقراطي أنتوني براون "لا يمكننا الانتظار إلى 20 يناير وعلينا عزل ترامب الآن لأنه يهدد الديمقراطية والشعب". ونقلت قناة "سي إن إن" (CNN) عن النائبة الديمقراطية فال ديمينغز قولها "نتمنى أن ينضم الجمهوريون إلى جهود عزل الرئيس". وأضافت أن إجراءات العزل التي ترتبط بالواجب الدستوري لمحاسبة الرئيس ستتم، معتبرة أنه "لم تحدث أي خيانة أكثر من تلك التي قام بها الرئيس". كما قالت النائبة الديمقراطية جودي تشو "تعرضنا لهجوم من إرهابيين جُندوا بالولاياتالمتحدة وترامب حرضهم ويجب عزله". بدوره، قال النائب الديمقراطي آل غرين إنه يجب الشروع في تضميد جراح هذا البلد على الفور. ورأى النائب الديمقراطي لويد دوجيت أن ترامب حاول الانقلاب على الحكومة والكونغرس، وأن هذا شيء يستوجب العزل. وأضاف دوجيت أن الرئيس شجع لصوص الديمقراطية عبر العالم وقام بالشيء نفسه الأسبوع الماضي، حسب تعبيره. واتهمت النائبة الديمقراطية شايلة لي الرئيس بأنه أسهم بشكل مباشر في ما حدث، وأنه دعا "الإرهابيين" إلى العنف. كما اتهم النائب غاي ريشينثالر الرئيس بأنه دعا مؤيديه لعدم استعمال العنف والتظاهر سلميا مع أنه التزم بانتقال سلمي للسلطة. واعتبر النائب الديمقراطي جيم ماكغفرن أن ترامب لا يصلح ليكون في هذا المنصب، وأضاف "إذا لم يكن هذا يستدعي العزل فلا أدري ما الأفعال الموجبة لذلك". بدورها، قالت النائبة الديمقراطية كاثي كاستر إن ما قام به ترامب وتحريضه على العنف هو "أكبر خيانة ارتكبها رئيس في تاريخ بلادنا". وقال النائب الديمقراطي بيتر ولتش إن ترامب حرض على العنف، مضيفا "إذا كنا نريد الوحدة فيجب أن نقوم بمحاسبته وعزله". كما قالت النائبة الديمقراطية جوليا براونلي "أدعو الجمهوريين إلى التصويت على هذا القرار وحماية الدستور". آراء الجمهوريين ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر بالحزب الجمهوري أن النواب يريدون التصويت لعزل ترامب، لكنهم يخشون على حياتهم وأسرهم، مضيفا أن البيت الأبيض يمارس ضغوطا كبيرة على النواب للتصويت ضد إجراءات العزل. وتوقع المصدر الجمهوري أن يصوت بين 10 و20 جمهوريا لإجراءات عزل الرئيس. من جهته، قال زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب كيفين مكارثي إن على ترامب أن يتحمل جزءا من مسؤولية اقتحام الكونغرس، وكان عليه إدانة "الغوغاء" على الفور. مع ذلك، اعتبر مكارثي أن التصويت على عزل ترامب سيشعل فتيل الانقسام، مضيفا أن بايدن سيؤدي اليمين الدستورية الأسبوع المقبل وأن الرئاسة والكونغرس سيواجهان تحديات كبيرة، مؤكدا الانفتاح على مواجهتها بأيد ممدودة وحسن نية. ونقلت شبكة إن بي سي NBC عن متحدث باسم زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أنه لن يوافق على جلسة طارئة قبل 19 يناير، ما يؤجل انطلاق إجراءات محاكمة ترامب إلى ما بعد تنصيب بايدن. وقال ماكونيل في رسالة لزملائه إنه لم يقرر ما إذا كان سيصوت على قرار عزل ترامب، موضحا أنه سيستمع إلى الحجج القانونية المقدمة للمجلس. وبدوره، قال النائب الجمهوري رودني ديفيس "ما رأيناه الأسبوع الماضي أفزعنا، وأظهر للخصوم كيف يمكن استهداف الحكومة". وفي حديث لقناة "سي إن إن"، قال النائب الجمهوري كين باك إن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تقود جهود العزل لأنها تتمتع بأغلبية صغيرة وتريد أن تجمع التبرعات، مؤكدا أنه سيصوت ضد إجراءات العزل لأنها تقسم البلاد. وأضاف باك "لا يجب أن نجري إجراءات العزل فجأة، وإنما بعد جلسات استماع ومداولات طويلة". كما قال النائب الجمهوري دان بيشوب إن الديمقراطيين لم يحددوا كيف حرض ترامب على العنف كما يدعون، لكنه قال في الوقت نفسه إن مرتكبي العنف يجب أن يخضعوا للمحاسبة. وقال النائب الجمهوري جيم جوردان "لا أعرف إلى أين نتجه، ولكن مشروع العزل هذا خطر على البلاد. الأميركيون تعبوا من ازدواجية المعايير التي يعتمدها الديمقراطيون". أما النائب الجمهوري جيسون سميث فاعتبر أن إجراءات عزل ترامب متهورة وتخاطر بالبلاد، وتابع "يجب التحقيق في ما حدث وفي أسباب فشل الأجهزة الأمنية في حماية الكونغرس". كما قالت النائبة الجمهورية نانسي ميس إنها تعتقد أنه ينبغي محاسبة الرئيس وأي شخص أسهم في العنف، معتبرة أن لمجلس النواب حق الشروع في إجراءات العزل، ولكن الاستعجال يطرح أسئلة دستورية. وأعلن عمدة نيويورك إنهاء المدينة جميع عقودها مع منظمة ترامب بسبب أحداث اقتحام الكونغرس.