مكناس: محمد اهرمش/ بوجمعة الكرمون نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة مولاي اسماعيل في مكناس، زوال اليوم الخميس، ندوة علمية في موضوع " الكركرات"، وخاصة ما يتعلق بالقراءات القانونية والسياسية والاقتصادية في عملية تأمين المغرب لحركة المرور والتنقل عبر المعبر. ندوة الكركرات نقلت عبر الصفحة الرسمية للكلية، اعتمادا على تقنية التواصل عن بعد، احتراما للتدابير والإجراءات الإحترازية المعمول بها، لمنع تفشي وباء كورونا، وقد شارك فيها ثلة من الأساتذة والخبراء، حاولوا مقاربة عملية تحرير المعبر من طرف السلطات المغربية من زوايا مختلفة؛ قانونية، سياسية واقتصادية، فصلا عن المقاربة السوسيو – اقتصادية بالنظر إلى علاقات التجاور التي تربط المملكة بدول الجوار في العمق الإفريقي والاتحاد الأوروبي. وافتتح رئيس جامعة مولاي اسماعيل، حسن سهبي، أشغال الندوة العلمية بمقر كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، منوها بتدخل المغرب في عملية تأمين حركة المرور والنقل عبر معبر الكركرات، ووصف مواقف المملكة ب" الانتصارات التاريخية "، إن على مستوى المكتسبات التي راكمتها؛ تنمويا، سياسيا، اقتصاديا.. أو على مستوى التعبئة الشاملة لانخراط المغاربة في الدفاع عن الوحدة الوطنية. من جهته، اعتبر عبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، أن الندوة تقدم قراءات قانونية واقتصادية وسياسية، كما أنها تكشف طبيعة المقاربة السلمية التي نهجها المغرب لتأمين معبر الكركرات، بعد استفزازات متتالية للانفصاليين، الذين حاولوا ضرب المكاسب التي راكمتها الدولة المغربية تحت شرعية الأممالمتحدة. ونبه عميد الكلية إلى أن الرهانات التي ينكب عليها المغرب، في الوقت الراهن، تستند إلى تنمية المنطقة، وتأمين معبر الكركرات هو السبيل للوصول إلى هذه الرهانات. الدكتور محمد سليم، خبير القانون الدستوري بكلية الحقوق بمكناس، ومسير الندوة، أشار إلى أن تدخل المغرب هو بمثابة حدث وطني ومواطن، بل بطولي بالنظر إلى أنه يروم الدفاع عن الوحدة الترابية، وتأمين معبر الكركرات من استفزازات البوليساريو، وهو الطرح الذي بنت عليه الأستاذة عائشة الوزاني الشاهدي مساهمتها، حيث كشفت في مداخلة بالفرنسية الشروط الاقتصادية لمعبر الكركارات، وخاصة على مستوى الاقتصاد العالمي، على اعتبار أن بوابة الكركرات هي نافذة أوربا، بل هي المعبر الوحيد البري نحو العمق الإفريقي، والبوليزاريو حاولت زرع الفتنة في المنطقة، فيما يبقى المغرب صمّام أمان في صحرائه. ونبهت الدكتورة عائشة إلى أن ما يجب إدراكه هو أن مستقبل أوربا في المغرب، وبالتالي فهو قطب التنمية الحقيقي، وأيضا آثار التنمية ستنعكس على بلدان الجوار. وفي السياق، أكد الأستاذ عبد الملك إحزرير، أستاذ علم السياسة بكلية الحقوق بمكناس، أن الأزمة التي افتعلتها البوليساريو لها تداعيات على الجوار الأوربي، في ضوء الأزمة الاقتصادية من جهة، وجائحة كورونا من جهة ثانية، والمجتمع الأوروبي مصلحته في استقرار الدول المغاربية. وأضاف الأستاذ إحزرير أن ما وقع لا يخدم الجوار ولا يخدم المنظومة الأوربية، بالنظر إلى كونها ترفض إنشاء دولة في الكيان الصحراوي لأن بنية البوليساريو قبلية ومتشتتة، وتداعياتها كبيرة في تعطيل الشراكة والتنمية. ندوة الكركرات شارك فيها أساتذة أخرون كالأستاذ ندير الاسماعيلي، أستاذ بكلية الحقوق مكناس، والأستاذ صبري لحلو، محام بهيأة مكناس، مكّنت من إماطة اللثام – من موقعها – عن لاشرعية استفزازات البوليساريو، وخرقها لأصول الاتفاق السياسي تحت رعاية الأممالمتحدة، وهو الأمر الذي زكته عدد من دول العالم، والتي أبدت تأييدها لخيار التدخل السلمي – الأمني المغربي في المعبر.