لنتفق جميعا أن ماينشر ويذاع، وما يكتب، من ورائه هدف، وتدعمه بوعي جهات محددة، ولا مجال للبراءة فيه. فقد يكون الهدف اقتصاديا أو ثقافيا أو سياسيا أو تربويا، وأخطر الأهداف ما يراد به إفساد القيم والمبادئ السامية والنبيلة التي تشكل هوية الأمة ومرتكزها وبوصلتها الحضارية، وتَمَيُّزها بين أمم الأرض، بل تشكل الاسمنت الذي يجمع شتات المجتمع ويوحده. وهذه الجهات تدرك أن المدخل للتمكين لمخططاتها هو هدم تلك القيم، وإعادة تشكيل نمط جديد من التفكير والسلوك، ولن يتأتى لها ذلك إلا من خلال استهداف المؤسسات والمنابر التربوية، التي لها تأثير مباشر في ثقافة الانسان وسلوكه. وتعد وسائل الإعلام، كالإذاعة والتلفزة…، منابر ذات تأثير كبير، خاصة على فئات الأطفال، والأخطر أن تمرر الثقافة الهابطة في إطار فني، يستهوي الأطفال ويشد انتباههم. هذا بالضبط ما تعمل عليه قناة 2M المغربية، ومنذ أمد بعيد، سواء بإذاعة أفلام ومسلسلات هابطة، أو برامج تروج لأفكار تدعو للتمرد على قيم المجتمع. وما قام به (الفنان) ايكو في برنامجه الأخير، إلا حلقة من حلقات نشر التفاهة والميوعة في أوساط المجتمع المغربي، بغرض تنشئة جيل فاقد لقيم الحياء والمروءة والشرف، وهو لعمري المخطط الذي عملت عليه القوى الاستعمارية منذ أمد بعيد، ومازال أذنابها يعملون على تنزيله، باستغلال، وهذا مؤلم جدا، الأموال التي تجبى من عرق جبين الشعب. تمادي هذه القناة في معاداة الشعب المغربي، من خلال هدم قيمه المؤسسة على الدين الإسلامي والثقافة المغربية الأصيلة، تسدعي مساءلة الساهرين على الشأن الإعلامي ببلادنا، لأن مثل هذه البرامج تتنافى مع مضامين دستور البلاد وثقافة المجتمع، وتتنافى أيضا مع الرسالة النبيلة للإعلام والفن. لا بد أن ينسجم ويتناغم الإعلام وما يقدمه من برامج مع دستور البلاد، وخاصة مع الأهداف التربوية التي توافق عليها الشعب المغربي، والتي تترجمها المؤسسات التعليمية، وإلا ما الغرض من بذل المال والجهد للرقي بالمنظومة التربوية، إن كانت هذه المنابر الإعلامية متخصصة في الهدم والعبث بأخلاق أبنائنا؟!! إن (الفنان ) ايكو و مايا و…هم مجرد أدوات مسخرة لجهات تعادي هذا المجتمع، وتعتقد أن بنشر التفاهة تستطيع أن تمكن لمخططها القديم الجديد في إحكام سيطرتها على الشعب المغربي، لمزيد من إذلاله، ومنعه من أي نهضة أوتحرر، بالتحكم في نمط تفكيره وطريقة عيشه. نحن في حاجة ماسة إلى غربلة ما يقدم لأطفالنا، وهذا يتطلب رقابة صارمة من طرف الجهات المسؤولة، وحذر شديد من طرف أمهات وآباء وأولياء الأطفال، لتقويض مخططات التفسيق والتتفيه لأخلاق أبنائنا.