تناول البعض الموقف التركي من العمليات التي قام بها الجيش المغربي في معبر الكركرات بكثير من السطحية، وبدأ في مهاجمة تركيا بسبب بعض المصطلحات التي وردت في تصريح للمتحدث باسم وزارة خارجيتها، لكن الموقف التركي من قضية الصحراء المغربية هو موقف ثابت، و يتضح ذلك من خلال المواقف الرسمية للدولة التركية ومن خلال قراءة متفحصة لتصريح المتحدث باسم وزارة خارجيتها حول العمليات التي قام بها المغرب في معبر الكركرات. فالموقف التركي من قضية مغربية الصحراء موقف جد واضح وهو داعم للمغرب في هذا الباب وأعلنه بكل وضوح رئيس الجمهورية التركية أردوغان وأكده وزير الخارجية والمسؤولون الأتراك عدة مرات، وحتى حينما نشرت قناة TRT التركية الرسمية شريطا حول الانفصالية "أميناتو حيدر" تفاعلت تركيا بشكل إيجابي مع الاحتجاج المغربي وقام وزير خارجيتها بزيارة للمغرب، وخلالها جدد موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء بالقول "أن موقف تركيا واضح من نزاع الصحراء وأن تركيا تدعم وحدة الأراضي المغربية". وقد جددت تركيا دعمها لمغربية الصحراء من خلال استثمار شركاتها في الأقاليم الجنوبية، وهو أمر لم يكن ممكنا دون توجيه من الحكومة التركية، في وقت تشن فيها البوليساريو والجزائر حملة ضد الاستثمارات الدولية في الصحراء المغربية. أما بالنسبة للتصريح الذي نشرته وزارة الخارجية التركية حول عملية المغرب العسكرية في الكركرات فقد تحدث التصريح عن "الطريق البري المغربي- الموريتاني"، وهذا تأكيد من تركيا على مغربية الأقاليم الصحراوية كأراض تابعة للدولة المغربية. كما أكدت تركيا على ضرورة إبقاء حركة المرور طبيعية ومفتوحة، ووصفت العملية التي قام بها المغرب "بالتدابير التي اتخذها لضمان إرساء حرية حركة التنقل المدني والتجاري"، مع الإشارة إلى أن تصريح وزارة الخارجية التركية جاء خاليا من أي إشارة إلى العمل العسكري، وهو ما يعتبر رفضا لتصرفات البوليساريو التي قامت بعرقلة حركة المرور بين المغرب وموريتانيا، ورفضا لتبني روايتها التي تحدثت عن "عدوان عسكري مغربي"، كما تشكل دعما غير مباشر للتدخل المغربي الذي أعاد الأمور لنصابها وتأكيدا للرواية المغربية التي أرجعت الهدف من التدخل في منطقة الكركرات في استعادة حرية التنقل، كما جاء في بلاغ وزارة الخارجية المغربية. أما فيما يخص إشارة وزارة الخارجية التركية لوصف "الصحراء الغربية"، فهو استعمال للوصف المعتمد من قبل الأممالمتحدة، وليس انتقاصا من مغربية الصحراء كما يتوهم البعض، وهو الوصف التي تستعمله الدول الكبرى من أمريكا وروسيا والصين ودول أوروبا والعشرات من دول العالم، كما تستعمله المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، يضاف لهذا أن دعوة وزارة الخارجية التركية "لإيجاد حل سياسي عادل ودائم قضية الصحراء المغربية بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" تسير في المسار نفسه الذي يؤكد عليه المغرب. * باحث في الدراسات السياسية والدولية.