أدانت فرق الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب، الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وللمقدسات الدينية باسم حرية التعبير، مثمنين البلاغ الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في الموضوع. وقال فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، اليوم الاثنين خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية، إن "الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي صدرت عن دولة لنا معاها مصالح مشتركة، نقول الإساءة للنبي وللمقدسات الاسلامية لا تدخل في حرية التعبير، وندين هذه الإساءة بالقوة التي نُدين بها الأعمال الإرهابية التي وقعت على أرض الدولة المعنية، كما نثمن بيان وزارة الخارجية ولا نقبل أن يساء إلى مقدستنا والنبي صلى الله عليه وسلم". وبدوره، أدان الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية،الإساءة للمقدسات الدينية وللرسول صلى الله عليه وسلم، باسم حرية التعبير، مدينا في نفس الوقت أي تطرف ديني يستعمل الدين للإساء للحرية في مختلف الأمم. ودعا الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، للحوار الجدي بين الديانات والحضارات للتفاهم فيما هو مشترك بالنسبة للإنسانية. ومن جهته، قال فريق التجمع الدستوي، إننا "نتابع بقلق شديد ونستغرب للمدى الذي تطورت له الأوضاع، ونعتبر بأن الإساءة للرسول خط أحمر ولا يمكن القبول بها أو التطبيع معها، لكن في نفس الوقن نعتقد أننا اليوم كقوى سياسية مطالبين بنبذ الارهاب والتطرف". وثمّن الفريق، بلاغ الخارجية، مشيرا إلى أن هذا تعبير على أن "المغرب ليس أقل شئنا من أي دولة كيفما كان نوعها أو حجمها أو موقعها، وهذه قضايا وثوابت أساسية عند كل المغاربة وعلى رأسهم الملك، وندعو للعقلانية والحكمة والحوار". كما أدان الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، "بشدة أي مساس بالمعتقدات الدينية، وأيضا التطرف أو الإرهاب من أي جهة كانت" على حد تعبيره. الفريق الحركي بدوره أدان "كل إساءة برسول الله "، معتبرا كل فعل من هذا القبيل، بكونه ممقوت وغير مقبول ويغذي مشاعر الحقد والعنصرية والاساءة للأديان". واستنكر الفريق، مثل "هذه التصرفات التي لا تقبلها أية ديانة"، مبرزا أن ديننا دين الوسط والتسامح ويحثتا على احترام وتقديس باقي الديانات، ونتمنى أن يسير الاخرون في نفس السلوك، وندين أي سلوك تطرفي كيفما كان نوعه وكل شيء يحل بالنقاش والحوار " وفق تعبيره. وسبق، أن أعلنت المملكة المغربية إدانتها بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. واستنكرت المملكة عبر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، "هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها"، مجددة التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم. فلا يمكن لحرية التعبير، لأي سبب من الأسباب، يضيف البلاغ ذاته، أن تبرر الاستفزاز والتهجم المسيء للديانة الإسلامية التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم . وشدد البلاغ على أنه "بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي". ودعت المملكة المغربية، على غرار باقي الدول العربية والإسلامية، إلى الكف عن تأجيج مشاعر الاستياء وإلى التحلي بالفطنة وبروح احترام الآخر، كشرط أساسي للعيش المشترك والحوار الهادئ والبناء بين الأديان.