كشف النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي عن خلافات داخل التحالف المشكل للحكومة، تنشر لأول مرة، وتتعلق بتيار يهدد ابن كيران في كل مرة بالانسحاب قصد عرقلة "الإصلاحات الكبرى"، وأنه هناك من يضغط من داخل المجلس الحكومي لكي لا تمر مجموعة من القرارات ذات الطابع الإصلاحي مخافة ارتفاع شعبية ابن كيران وحزبه. وقال أفتاتي في لقاء تواصلي مفتوح مع المواطنين نظمه حزب العدالة والتنمية بسلا أمس الثلاثاء، أن الاحتجاجات ضد شركة التدبير المفوض "أمانديس" جعلت الدولة العميقة تهتز، وأنها ساهمت بشكل كبير لتراجع "الدولة العميقة" عن مخططات عرقلة مسار العمل الحكومي، وأدركت أن المغامرة التي كانت تود دخولها "ما مسلكاش". وأضاف أفتاتي، "بدأوا بمذكرة بلمختار وقراراته، ثم بقضية المادة 30 من قانون المالية المتعلقة بصندوق 55 مليار لتنمية العالم القروي، ولكن جاءت احتجاجات أمانديس فعلموا أن حساباتهم ما مسلكاش، فعادوا إلى جحورهم". وتابع النائب البرلماني المعروف بمواقفه الجريئة، "وهذه سأقولها لأول مرة، اليوم هناك من داخل المجلس الحكومي من يعرقل تنزيل إصلاح التقاعد وفق الرؤية الشاملة التي أتى بها الأستاذ ابن كيران، ويدعو لإصلاح جزء وترك جزء آخر، ويهدد بالانسحاب من داخل الحكومة". بالمقابل، هاجم أفتاتي شركة "أمانديس" معتبرا إياها "نتيجة دولة ترشي أخرى"، موضحا أن استفادتها من التدبير المفوض للماء والكهرباء بطنجة وبعض مدن الشمال كان قصد حفظ المصالح بين المغرب وفرنسا، كما هو الحال لعدد من الشركات الفرنسية والإسبانية. وأضاف أفتاتي أن الشركة المذكورة لم تنجز الصفقات المطلوبة منها والتي التزمت بها في دفتر التحملات، مبديا استغرابه "الله أعلم كيف كانت تخرج تلك الفواتير". وفي سياق متصل، اعتبر عبد العزيز أفتاتي أن "الدولة العميقة" هي من كانت وراء خروج حزب الاستقلال من الحكومة، غير أنها بعد ذلك أدركت مخاطر الانقلاب على ابن كيران وتجربته الحكومية في ظل المتغيرات الإقليمية والوطنية، فأمرت الأحرار بالدخول، وشدد "لي قال للاستقلال يخرجوا هم من قال للأحرار يدخلوا"، حسب تعبير المتحدث. ولم يخل كلام أفتاتي من الهجوم اللاذع على حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا أنه الخصم الأول للإصلاح، وأنه "حزب الدولة العميقة" الذي لا تثق في غيره، وقال "هناك أحزاب عرضت خدمتها على أعداء الإصلاح وأبدت استعدادها لذلك، لكن لا يمكنهم الوثوق إلا في ما صنعوه بأيديهم وما كان نتاج العهد الجديد".