جريمة بيئية تجتاح "قرية ارشيدة" بسبب استهتار المجلس الجماعي بصحة المواطنين يبدو أن الجماعة الترابية لمريجة 1صيبت بالضربة القاضية من جراء الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات التي تؤثت أزقة وأحياء دواويرها ولذلك لم تستطع مقاومة ظاهرة النفايات. بل إن المجلس القروي مني بهزيمة قاسية أمام الزحف المتواصل لهذه الظاهرة وفر بجلده إلى قبة الجماعة في انتظار "سيدنا قَدَرْ "، ولعل البرهان على ذلك، تلك الصور التي أصبحت حديث القاصي والداني هذه الأيام. فمتى يستفيق المجلس من سباته العميق وهل لديه رؤية وتصور لتدبير قطاع النظافة أم أنه في دار غفلون؟ أسئلة وأخرى يطرحها المواطن الرشيدي حول ما آلت إليه الأوضاع في القطاع البيئي. إن ما يشاهده سكان قرية ارشيدة وزوارها يوميا عن قرب، يجلب العار للمجلس الجماعي لمريجة، حيث 1ن المئات من الأكياس البلاستيكية من الحجم الكبير تجثم وهي مكدسة بالنفايات بكل مكان خاصة الأزقة و جنبات الطرق . الوضع البيئي بقرية ارشيدة يتفاقم ويزداد تدهورا بسبب الإنتشار الواسع و الفظيع للأزبال والنفايات في جل المناطق والأحياء، حيث أن ظاهرة أكوام الأزبال أصبحت منتشرة في كل أرجاء القرية وجنبات طرقها، مهددة بذلك السلامة الصحية للسكان.وذلك في ظل غياب تصور ورؤية لتدبير هدا قطاع النظافة بالإضافة إلى عدم وجود شاحنة و حاويات للنفايات، مما جعل قرية ارشيدة في خريف 2020 تغرقُ في الأزبال. ففي الوقت الذي كان لزاما على السلطات و المجلس الجماعي إيجاد حلول لهذه الكارثة البيئية، لوحظ واضحا بأن السلطات و المنتخبين المسؤولين عن الشأن المحلي في سبات عميق، غائبون عن تداركِ الوضع، مما جعل من قرية ارشيدة عاصمة للأزبال بامتياز وحطمت الرقم القياسي لموسوعة غنيس للأرقام القياسية، وذلك لعدم اتخاذهم لأي إجراء أو مبادرة لرفع المعاناة التي تعيشها الساكنة من جراء هذه الكارثة البيئية التي أصبحت تدق ناقوس الخطر، بحيث أن الوضع أصبح ينذر باحتمال وقوع كارثة بيئية يمكن أن تنعكس سلبا على صحة الساكنة خاصة الفرشة المائية. لقد دقّ ناقوس الخطر على مستوى الوضع العام للنظافة و تدبير النفايات بالقرية ومع ذلك عجز المجلس الجماعي في القيام بمهمته و 1صاب الخرس فدرالية جمعيات المجتمع المدني بلمريجة. فسكان قرية ارشيدة اليوم أمام معركة حقيقية وكبيرة، فالقاطن بهذه القرية العريقة التي أنجبت خيرة الرجال وصبرت على الويلات، يجد نفسه أمام أمر واقع مر.. أتحدث عن تدني مفزع في مستوى الخدمات، و آخرها الإنتشار المهول والمخيف للأزبال في كل حي لقد ضننا أن الأزبال أصبحت معلمة من معالم القرية التي ترحب بالقادمين إليها، لا أدري بصراحة سبب إستمرار القائمين على الشأن المحلي للجماعة، في استفزاز المواطنين "بلا حشمة ولا حيا" خاصة خلال فترات السنة المميزة لدينا ( خلال الأعياد، وموسم الأفراح، والعطلات..) حيث نشهد انتشار النفايات والروائح الكريهة وتناسل الحشرات ورسم أبشع المناظر، وكأن مجلسنا الموقر بكل هذا يسعى بكل جهد لتعكير أفراح المواطنين واحتقار سعادتهم البسيطة التي لا تتطلب الكثير.. وحسب رأيي المتواضع فإن الوضعية لها سببان لا ثالث لهما: إما أن جماعتنا غير كفأة في إدارة شؤون المواطنين وتسيير الجماعة رغم مواردها المالية، أو أن الكفاءة حاضرة وتنقصها الموارد المالية اللازمة وهنا تلزم المساءلة والمحاسبة، أين الثروة؟! لم لا تبرم جماعتنا اتفاقيات شراكة وتوأمة مع مدن أوروبية لتصدير النفايات الوافرة لدينا بغية الاستفادة منها وإعادة تدويرها واستعمالها، مادام الأوروبيون يبحثون عن النفايات وينفقون عليها طائل الأموال لشرائها واستغلالها في الطاقة والزراعة والصناعة.. فلم لا نتبادل معهم "الخبرات" والمصالح: خبرتنا في الإستهلاك والطرح والتلويث مقابل خبرتهم في العلم والتسيير والنظافة. ختاما أود أشير إلى أن مشكل النفايات سبق لنا أن تطرقنا له عبر تدوينة فيسبوكية حينها تلقينا وعودا من طرف نائبة الرئيس مفادها أن المجلس الجماعي يفكر في مشروع لحل مشكل النفايات وسينزل في القريب على الأرجح نهاية شهر أكتوبر 2018 ، لكن ولحد الآن وبعد مرور سنتين على تلك الوعود الزائفة تأكدنا بل زاد يقيننا بأن الجماعة تسير كسفينة بلا ربان تلاطمها الأمواج من كل جانب نتيجة غياب مفزع لروح المبادرة والحس بالمسؤولية من القائمين على شؤونها ... ومن البديهي في ظل هذا الوضع المزري أن نصرخ أمام مسؤولين عن قرية يلفها النسيان و التهميش بأن بقائكم على رأس المسؤولية لا فائدة منه؟ بل لا يرجى منه خيرا..