يبدوا أن السبات الكوروني الذي تعيشه مجموعة من الجامعات الملكية (كرة السلة، كرة اليد، والكرة الطائرة....)، ولا تريد أبدا أن تستفيق منه حتى كتابة هذه الأسطر قد وافق هواها، وهي لا تعلم طبعا ثمنه ببساطة لأن مكاتبها لا تؤذيه. والسبب أن من يؤذي فاتورة توقف بطولات هذه الجامعات، منذ ما يزيد عن ستة أشهر، هم اللاعبون والأطقم التقنية والطبية، فرغم إنطلاق تلك الخاصة بكرة القدم، والسبب واضح لوجود عقود إحترافية تلزم الأندية بصرف مستحقات الجميع، ناهيك عن صرف المنحة الدسمة التي تقدمها جامعة سي لقجع للفرق، تبقى الجامعات الاخرى دون شيء يذكر حتى إشعار آخر. إن الدعوة للمطالبة بعودة تلك البطولات ليس الهدف منها تحدي واقع وبائي مرير تعيشه بلادنا، بقدر ما هو دعوة للأخذ بعين الإعتبار الظروف الإجتماعية للمنتسبين لهاته القطاعات الرياضية، حيث أن معظمهم لا تربطهم عقود إحترافية بالفرق (عطاش) يلعب ويأخذ مستحقاته مع بداية البطولة ومع نهايتها لا أحد يلتفت إليه، ومن جهة اخرى فدعم الجامعات لفرقها يظل دون المستوى، بل حتى بعض الفرق نفسها لا تتوفر أصلا على الشروط المادية للممارسة (المهم معمرين الشقف). إن غالبية الرياضيين (غير الممارسين لكرة القدم)، قد تحولوا على امتداد الزمن الكوروني إلى مزاولة مهن أخرى (الفراشة، الحلاقة...)، تاركين لياقتهم البدنية في مهب الريح، فجل الفرق الرياضية قد أوقفت التمارين والإستعدادات مادامت الجامعات الوصية لا تضغط عليها متحججين بالوباء، مع العلم ان العديد من البطولات العالمية قد إنطلقت حتى عند بعض جيراننا من الدول العربية. إن الخطاب الأخير لجلالة الملك بمناسبة عيد العرش حول تعميم التغطية الصحية خلال الخمس سنوات المقبلة على جل المواطنين المغاربة، يقتضي من الجامعات الوصية على تلك القطاعات التحرك الإيجابي لتنفيد مقتضياته، ولعل أولى الخطوات للبدأ هو تعميم عقود إحترافية على كل اللاعبين الممارسين تحت لوائها، من جهة تضمن حقوق اللاعبين وتلزم الفرق بأداء مستحقاتهم طيلة سريان العقد، ومن جهة اخرى تنزيل دفاتر تحملات قادرة على المضي قدما بالرياضة الوطنية إلى مستويات عالمية. حقيقة عندما نسمع ونرى ما وصل إليه حال مجموعة من الرياضيين الذي لا يجدون مصروفهم اليومي، ونحن نتحدث عن الإحتراف، هي وصمت عار في جبين القائمين على الشأن الرياضي في وطننا الحبيب، والذين لم يحترموا الرسالة الملكية في هذا الخصوص، التي وضعت خارطة طريق لبناء صرح رياضي حقيقي، لكن الغالبية الساحقة من هؤلاء المسؤولين أصبحوا يجدون ضالتهم في كورونا للعبث بمستحقات الممارسين. هو فقط نداء لوزير القطاع الرياضي للضغط على كل الجامعات للبدأ بعمل ميداني يتوافق والظروف الوبائية للبلاد، أو على الأقل إلزام الفرق بتأذية واجباتها المالية للمنتمين للقطاع الرياضي حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولما لا تنزيل دعم مباشر للمستفدين، وإلا فلا تستغربوا إذا ما وجدتم فرق تستجدي المارة في الشوارع على شاكلة الصينية "عاونو الفريق".