قال الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، إن قصفت العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ليس دعما للثورة الليبية، ولكن لطمس الأسرار التي يعرفها العقيد عن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وأوضح المرزوقي في مداخلة له بالملتقى الوطني السادس لشبيبة العدالة والتنمية، أن الأمة العربية والاسلامية تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها، كاشفا عن ثلاث استناجات بخصوص الربيع العربي. وأوصح المرزوقي أن الاستنتاج الأول يتمثل في أن الربيع العربي فاجأ وأربك المنظومة التي كانت تتحكم في عدد من الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن هذه المنظومة هي عبارة عن تحالف بين الاستبداد والاستعمار القديم/ الجديد. واسترسل المرزوقي أن تقاعس الدول الأوروبية في إدانة الانقلاب على الرئيس المصري الراحل محمد مرسي يعطي انطباعا بأن هناك تبادلا للخدمات والمصالح بين الاستبداد والاستعمار. مشيرا في هذا الصدد إلى أن "فرنسا بعثت طائرتها لتقصف القذافي لأنه كان يعرف الكثير من الأسرار على ساركوزي ولا علاقة للأمر بدعم الثورة". أما الاستنتاج الثاني، يقول المرزوقي، يتمثل في ردة فعل تحالف الاستبداد والاستعمار من ثورات الربيع العربي، قائلا إن هناك قرارا استراتيجيا بإخماد الثورات العربية مهما كلف الثمن، خاصة في مصر. وأبرز بأن تحالف الاستبداد والاستعمار لن يقبل بأي انتخابات ديمقراطية تأتي بالاسلاميين للحكم، مشيرا إلى أن الثورة المضادة لم تتورع أمام أي شيء إذ استعملت جميع الاساليب بما فيها الحرب الأهلية والانقلاب والمال الإعلام. "كل ما أعرفه عن الثورة المضادة ومن يدبرها ومن يقودها هو الجزء الظاهر من جبل الجليد، وهذا الجزء هو الإمارات، فمحمد بن زايد وكيل لكن لا تعرف من يحركه ومن وراءه، هو مكلف بتدمير الثورة"، يقول المرزوقي. ويسترسل المتحدث بأن الاستنتاج الثالث يتمثل في أن الصراع بين الثورة والثورة المضادة بلغ أشده اليوم، "ونحن نعيش اليوم مرحلة التحرر من الاستبداد"، معتبرا أن القضية محسومة لصالح الثورة والشعوب لأن النخب الفاسدة لن تتمكن من مواصلة التحكم.