الإرادة هي السلاح الحقيقي الذي يمتلكه الإنسان، وبها يمكنه قهر المستحيل، في كل حلقة من برنامج "لا مستحيل" نجد أنفسنا أمام قصص نجاح لأشخاص قرروا هزم "إعاقتهم" لقوة إرادتهم. "خنساء نماس"، شابة لم تتجاوز 24 ربيعا من العمر، شاء القدر، ألا تكمل حياتها برجليها الطبيعيتين، تعرضت لحادثة سير مؤلمة، وهي على الرصيف صحبة والدتها، حيث دهستهما سيارة اصطدمت مع سيارة أخرى، ليسفر الحادث عن بتر ساقيها الإثنتين. بابتسامة وروح دعابة لم تفارقها، تحدثت "خنساء" مع "العمق" عن الصعوبات الكبيرة التي تعرضت لها بعد الحادث الذي فقدت فيه حركيتها، تقول: " كنت نشيطة، أتحرك كثيرا، أحب اللعب مع أخي كثيرا، وهو بالمناسبة تأثر كثيرا بهذا الحادث، حيث كنت أرى الحزن في عينيه، حيث اعتدنا اللعب، والخروج معا". حاولت "خنساء" الاستسلام خلال بداية إعاقتها، الشيء الذي شجعها عليه بعض أفراد أسرتها، إلا أن والدتها أصرت عليها للخروج للحياة، ومواجهة الواقع مهما كان الأمر صعبا، أو "مستحيلا"، وبهذا الإصرار استطاعت الأم أن تغير مستقبل، وحياة فلذة كبدها. تقول: " كنت قد استسلمت بضعة أشهر في بداية إعاقتي، وجدت بعض الراحة في البقاء بعيدا عن أعين الناس، إلا أنني قررت الوقوف من جديد، وبداية حياتي بكل حلاوتها ومرها، بإصرار كبير من والدتي..كانت البداية بالعودة إلى المدرسة بالرغم من الصعوبات، حيث كانت والدتي تأخذني بالكرسي المتحرك، تم تحملني على ظهرها إلى القسم الذي أدرس فيه، والذي كان بالطابق الثاني..فعلا والدتي كانت السبب الرئيسي لكل النجاحات التي حققتها، اكتسبت منها الصمود، والمثابرة، والعمل المضني لإثبات ذاتي". صعوبات كثيرة تعرضت لها "خنساء"، إلا أن إصرارها على النجاح، وتحدي تلك الصعاب كان أكبر، " تحدَّتْ رفض جسمها للساقين الاصطناعيتين، بالمثابرة على المشي بهما رغم الألم، وتحدت أدراج سلم المدرسة، بمساعدة والدتها التي حملتها سنوات على ظهرها، كما تحدت نظرات الاستهزاء، أو الشفقة بإثبات ذاتها". في إطار حديثها عن التحدي قالت "خنساء": " أشعر بالفخر لأنني حققت بعض الإنجازات، من قبيل العيش لوحدي بدون مساعدة أفراد أسرتي، وقضاء كل احتياجاتي اليومية لوحدي، كما أنني حققت حلمي بأن أكون مهندسة ناجحة..ولازال في جعبتي الكثير من الأحلام متأكدة على أنني سوف أحققها مستقبلا "ما حدِّي يمكن نوقف.. كنقول مازال ندير أشياء أخرى". ترفض "خنساء" أن يتم التعامل مع أي شخص تعرض لإعاقة جسدية، أو بصرية، أو حركية، بأن حياته "انتهت"، ترفض نظرات الشفقة، وتلتمس من كل من وُلد، أو تعرض لحادثة، أو مرض أقعده الفراش، أو قلل من حركيته، أن يعيش حياته مثل أي شخص عادي رغم الصعوبات التي ستعترضه، أن يخرج، ويسافر لوحده وأن يتحدى الإحساس بالظلم والدونية، أو بكونه ضحية..وأن لا مستحيل مع قوة الإرادة.