قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية استمرار الدراسة عن بعد لجميع الطلبة والتلاميذ، بعد تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية لمنع تفشي فيروس كورونا بالمملكة، منتصف مارس الماضي على غرار قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وقد تم اطلاق منصة التعليم عن بعد الخاصة بالتعليم العتيق douroussi.ma لتمكين جميع التلميذات والتلاميذ والطالبات والطلبة من الاستمرار في تتبع ومواكبة دروسهم، و قد تضمنت هذه المنصة دروسا مصورة وملخصات مكتوبة لجميع الدروس المقررة في النصف الثاني من الدورة الثانية للسنة الدراسية الحالية 2019/2020 بجميع أطوار ومستويات التعليم العتيق. وفور الإعلان عن هذا القرار باشرت هيآت التدريس بالمؤسسات العتيقة عملية تسجيل الدروس ضمانا للاستمرارية البيداغوجية للدراسة عن بعد تحت اشراف المندوبيات الجهوية للوزارة، حسب جدولة أعدت لهذا الغرض، وقد تم إدراج هذه الدروس لاحقا بالمنصة المذكورة حسب الأسابيع الدراسية الواردة في برنامج التعليم العتيق شتنبر 2016. وعلى الرغم من بعد الصعوبات التي واجهها الطلبة في الولوج لهذه البوابة بسبب أنها لم تكن مجانية وتحتاج الأنترنت عند كل ولوج، فإن التجربة لاقت استحسانا من قبل أغلبية الطلبة، لأنها ساعدتهم على حسن استثمار أوقاتهم، والاجتهاد في التحصيل الدراسي والتكوين المثمر. ونحن على أبواب نهاية الموسم الدراسي الجاري، وفي ظل هذه التجربة الاستثنائية، يمكن القول بأن التعليم عن بعد لا يمكن أن يعوض التعليم الحضوري، خاصة أن التعليم العتيق يعتمد على أخذ العلوم من أفواه الرجال، وعلى الأخص حفظ القرآن الكريم. وبالإضافة لهذه المنصة نشير إلى أن بعض المؤسسات العتيقة، تبنت مجموعة من المبادرات من أجل تقريب الدروس من الطلبة والتلاميذ، سواء بواسطة فيديوهات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أو عن طريق فتح مجموعات في برنامج الواتساب لتسهيل عملية التواصل بين الأطر التربوية والتلميذات والتلاميذ، والتي استطاع من خلالها البعض من انهاء المقررات الدراسية خلال الأسبوع الجاري.