خرج اجتماع عقد بمقر وزارة الداخلية يوم أمس الثلاثاء 2 فبراير 2016 بتوصيات وقرارات حاسمة وصارمة تهم التصدي لظاهرة الشغب التي تجتاح الملاعب الوطنية مؤخرا في العديد من المباريات. وذكر بلاغ مشترك توصلت "العمق المغربي" بنسخة منه، أن اجتماعين عقدا بمقر وزارة الداخلية يومي 2 و3 فبراير 2016 بخصوص ظاهرة الشغب في الملاعب، جمع كلا من وزير العدل والحريات ووزير الشباب والرياضة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم بالإضافة إلى ممثلي مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية. وأضاف البلاغ، أن هذا الاجتماع خرج بإجراءات آنية سيتم اتخاذها للحد من ظاهرة الشغب، أبرزها منع التنقل الجماعي للجماهير خارج العمالات والأقاليم في حالة إذا ما تبين أن ذلك سيشكل تهديدا للأمن العام، مع منع القاصرين غير المرافقين من ولوج الملاعب، كما تم الاتفاق على إغناء مقتضيات القانون رقم 09-09 والسهر على تطبيقه بالحزم والصرامة اللازمين بحق الأشخاص المتورطين في ارتكاب أعمال العنف الرياضي. الاجتماع أوصى أيضا بتعزيز التنسيق المؤسساتي بين كل القطاعات عبر الإسراع بإخراج النص التنظيمي الخاص باللجان المحلية المنصوص على إحداثها بالمادة 19-308 من القانون 09-09 المتعلق بتتميم مجموعة القانون الجنائي، حول العنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها. إجراءات محاربة ظاهرت الشغب طالت أيضا الأندية، وذلك من خلال تطبيق مقتضيات مدونة التأديب من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حق كل الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، بما في ذلك إجراء مباريات بدون جمهور. البلاغ أشار أيضا إلى أن السلطات الإدارية المحلية ستتولى تأطير جمعيات المشجعين عبر إشراكها في الاجتماعات التحضيرية والتنسيق معها فيما يخص الأنشطة الاحتفالية التي ترغب في تنظيمها داخل الملاعب، إضافة إلى إشراف وزارة الشباب والرياضة على بلورة استراتيجية وطنية للتحسيس بخطر تفشي ظاهرة الشغب في الملاعب الوطنية. وبخصوص الإجراءات التنظيمية، ذكر البلاغ نفسه أنه سيتم الشروع في تجهيز الملاعب التي تستقبل مباريات البطولة الوطنية بكاميرات المراقبة، إضافة إلى مراقبة الولوج للملاعب عبر البوابات الإلكترونية، وتحديث نظام بيع التذاكر، كما سيتم العمل على جعل شركة (SONARGES) تتولى التنظيم اللوجيستيكي لكل مباريات البطولة الاحترافية بتنسيق مع الأطراف المعنية. ويأتي هذا الاجتماع بعد أحداث الشغب التي شهدتها مختلف الملاعب الوطنية، خاصة في مباريات دوري المحترفين، والتي سجلت خسائر بشرية ومادية كبيرة، دفع بمحتلف المتداخلين في هذا المجال إلى البحث عن استراتيجية شمولية لاحتواء الظاهرة التي أصبحت تؤثر يوما بعد يوم على صورة الرياضة بالمغرب