دعا القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير العدل الأسبق، محمد أوجار، إلى إعادة النظر بشكل جذري في منظومة الانتخابات، مضيفا أنه "في المغرب يسكننا هاجس غير معلن وهو الخوف من السياسي، ووضع أنظمة انتخابية لا تسمح لأي حزب بالحصول على أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة لوحده". وتساءل أوجار ضمن ندوة تفاعلية عن بعد نظمت شعبة القانون العام بكلية الحقوق بطنجة، الخميس، "هل قدرنا في هذه البلاد أن نتعايش في حكومات ائتلافية تتشكل من 5 أو 6 أحزاب مع كل ما ينتج عنه من تضخم في عدد الوزارات وتضارب المواقف وارتباك". وأضاف وزير العدل الأسبق، أن الحزب الذي تفرزه صناديق الانتخابات، يجب أن يتحمل المسؤولية بجانب الملك في الخمس سنوات التي سيحكم فيها، وبعد ذلك يحاسبه المغاربة، مضيفا أن المغرب "أمام فرصة تجسيد مقتضيات الدستور وأساسا الاحتيار الديمقراطي". وفي هذا الإطار، شدد أوجار على ضرورة التفكير في اعتماد التصويت الإجباري، لأنه في كثير من دول العالم يطبق، في بلجيكا مثلا، داعيا إلى السماح للمواطن بسويعات ليقوم بواجبه في التصويت، حتى تكون هناك صنادق اقتراع ساهم فيها كل الناخبين، وتكون هناك اختيارات واضحة، وأي حزب فاز ندعمه ونسانده، وفق تعبيره. واعتبر المتحدث، أن "حكومة مكونة من 6 أحزاب أظهرت وجود انعدام للثقة وملاسنات ولا تعرف من في الأغلبية ولا من في المعارضة، كما أنها لن تسمح بتجديد صورة السياسي"، مشيرا إلى أن النقاش الدائر حول حكومة تكنوقراط وحكومة توافق نقاش حسم فيه الدستور ولا يحتاج للترافع. القيادي التجمعي، اعتبر أن الاختيار الذي توافق عليه المغاربة هو الاختيار الديمقراطي، خاصة وما نعاينه اليوم من روح جديدة ولدّتها جائحة كورونا، وهي المصالحة التي يعبر عنها المواطنين في علاقاتهم مع الدولة. هذا المنسوب من الثقة الذي بدأ يرتفع، بحسب أورجار، يجب أن نجعله أيضا بوابة للمصالحة مع السياسة ومصالحة المغاربة مع الأحزاب وموجات التيئيس والضرب في العمل السياسي الموجودة في العالم كله ليس في المغرب فقط. وشدد على ضرورة إصلاح الصورة المبتذلة للسياسي، وأن تواجه المؤسسة الحزبية تواجه نفسها في المرآة بكل شجاعة وبكل نزاهة وأن تعيد النظر في كثير من الممارسات وأن تكون حازمة في اختياراتها. وزاد قائلا: "لابد أن يشعر المواطن بأن هذه الأحزاب هي مؤسسات عمومية مفتوحة أمام رياح التغيير ولست دكاكين سياسية تنتظر مواعيد الانتخابات".