واصل سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي عداءه للمغرب، بإعلانه من جديد دعمه لجبهة البوليساريو، والاستمرار في الربط بين القضية الفلسطينية والنزاع حول الصحراء المغربية. واستغل رمافوزا رئاسته الدورية للاتحاد الإفريقي لتصريف عدائه لاستهداف الوحدة الترابية للمغرب، إذ قال في كلمة له بمناسبة يوم أفريقيا، أمس الاثنين، “كأفارقة سنواصل الوقوف إلى جانب العدالة وندعم شعب الصحراء الغربية في نضاله الدائم من أجل الحرية وتقرير المصير”. ولم يقف استفزاز رئيس جنوب إفريقيا للمغرب عند هذا الحد، بل حاول الربط بين القضية الفلسطينية والنزاع حول الصحراء، بقوله: “علاوة على ذلك، ندعو إلى وضع حد لقمع الشعب الفلسطيني واحتلال وطنه”. وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها رمافوزا عن نفس الموقف، إذ سبق له أن قال أمام الزعماء الأفارقة بعد تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي شهر فبراير الماضي خلفا لعبد الفتاح السيسي: "نؤكد اليوم دعمنا الثابت وتضامننا مع الشعب الفلسطيني في سعيه المشروع للحصول على دولة مستقلة ذات سيادة، وكذلك حق الصحراويين في تقرير مصيرهم". موقف رمافوزا، اعتبره رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي كان يرأس الوفد المغربي، بالمناقض لقرارات الاتحاد الإفريقي بخصوص قضية الصحراء المغربية، مؤكدا على أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي عادل بنحمزة، إن موقف رمافوزا “خرق سافر للتفاهمات التي أطرت عودة المغرب للبيت الإفريقي”، مضيفا أن “موقف جنوب إفريقيا واضح ولا يحمل جديدا، لكن عندما يتحمل رئيس إفريقي رئاسة الاتحاد الإفريقي، فإنه ساعتها لا يعبر عن مواقف بلده بل المفروض أن يعكس خطابه الحدود الدنيا المتفق عليها داخل الإتحاد وبشكل رسمي”. وأوضح بنحمزة في تدوينة على “فيسبوك”، إن “النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، اتفق الجميع في الاتحاد على أنه شأن خاص بالأمم المتحدة، فهل يعني ذلك أن أياما عصيبة ستواجه المغرب مع الرئاسة الجنوب إفريقية؟”. إلى ذلك لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من وزارة الشؤون الخارجية المغربية حول موقف سيريل رمافوزا.