حتمت الظرفية التي يعيشها المغرب بسبب جائحة فيروس “كورونا” التي فرضت الحجر الصحي على الأجراء، نقل النقابات لاحتفالاتها بفاتح ماي إلى العالم الافتراضي، بدل التجمعات التقليدية في مثل هذا اليوم، وهو حدث غير مسبوق في التاريخ النقابي. وأعلنت المركزيات النقابية عن برامجها للاحتفال بفاتح ماي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مراعاة لظروف الحجر الصحي الذي تعيشه البلاد للحد من انتشار فيروس “كورونا”، حيث ستتضمن كلمات للكُتَّاب العامين ستُبث على صفحاتها ب”فيسبوك”. خالد لهوير العلمي نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إنه جرت العادة أن يتم الاحتفال بفاتح ماي ميدانيا في الشارع للتعبير عن عدم الرضا على الإجراءات والقوانين التي اتخذتها الحكومة، غير أن هذه الظرفية الناتجة عن فيروس “كورونا” وحالة الطوارئ الصحية اضطرت المركزية النقابية إلى الاحتفال به في الفضاءات الإلكترونية. وأوضح لهوير العلمي أن الكاتب العام للنقابة سيلقي كلمة بهذه المناسبة ستبث على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتناول فيها قضايا وانشغالات المنظومة، مضيفا أن هذه الظرفية بينت بالملموس أن الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها الدولة من خلال تخليها عن دورها الاجتماعي أساسا، في الخدمات الأساسية على رأسها التعليم والصحة وعدم الاهتمام بالبحث العلمي وغياب بنيات أساسية اجتماعية كلها جعلتنا في وضع صعب رغم الإجراءات الاحترازية والاستثنائية التي اتخذتها الدولة. الضرورة اليوم، بحسب النقابي المذكور، هو “إعادة بناء الدولة الاجتماعية لأنه نعتقد أنه في المستقبل ستكون هناك صدمات أخرى أكثر من كوفيد، وأزمات أكثر من أزمة ملاية 2008 والمفروض أن الدور الاجتماعي هو الذي يمكن أن يكون جوابا على كل هذه الأزمات والصدمات التي ستأتي في المستقبل”. ومن جهته، شدد عبد الإله الحلوطي، الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أنه رغم ظروف الجائحة التي يعيشها المغرب لا بد أن يكون هناك احتفال بفاتح ماي لكنه مختلف عن سابقه أخذا بعين الاعتبار لظروف الحجر الصحي. وأضاف الحلوطي، أن نقابته قررت هذا العام الاحتفال بفاتح ماي على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي ستبث كلمة الأمين العام وفقرات أخرى، مضيفا أن احتفال هذه السنة سيكون بنفحات المرحلة التي تمر بها بلادنا، والتي عبرت عنها النقابة من خلال ملصقها الذي يحمل تعبيرا عن حماية الوطن والشغيلة من الوباء. ولكن في نفس الوقت، يضيف الحلوطي، “يبقى العمل النقابي هو الدفاع عن الحقوق والمكتسبات، والمجال اليوم ليس الصراع والاحتجاج بل هو مجال التآزر والتضامن بين جميع المغاربة بمختلف مكوناتهم لمواجهة الجائحة”، مضيفا أن “نضاليتنا تتطلب منا كنقابة أن نتابع وضعية العمال والعاملات في هذه الظروف لأنه لاحظنا وجود مشاكل ونرفعها للجهات المعنية”. نقابة الاتحاد المغربي للشغل، اختارت هي الأخرى تخليد فاتح ماي على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مواقع تنظيماتنا الجغرافية والمهنية، في ظل الظرفية الاستثنائية التي يشهدها المغرب بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، التي فرضت الحجر الصحي على أعداد كبيرة من الأجراء. ودعت نقابة مخاريق في نداء منشور على موقعها الرسمي السلطات الحكومية والعمومية إلى السهر على فرض احترام الحقوق والحريات النقابية والعمالية، وإلى الحرص على ألا يستغل بعض أرباب العمل هذه الأزمة الوبائية، للتخلص من العمال والعاملات. كما وجهت نداء خاصا لأرباب العمل، لاتخاذ المزيد من التدابير الاحترازية، وتوفير الوسائل الوقائية والحمائية، داخل الوحدات الإنتاجية، وفي الإدارات من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المأجورين، وحقهم في الحياة.