من منا كان يتوقع أن كرة القدم يوم من الأيام ستتوقف عن الدوران، ومن منا كان يعتقد أن فراملها ستتعطل ؟ لا أحد كان يتوقع كهكذا سيناريو حتى أكبر المتشائمين أو الحاقدين على اللعبة الأكثر شعبية في العالم لم يصدقوا ماذا وقع ؟ ولكن بالفعل وقع ذلك في القرن الواحد والعشرين، اذن كيف وقع ذلك؟ كورونا يعطل فرامل كرة القدم عن الدوران لم تسلم الرياضة بجل ثالونيها وأطيافها من جائحة كورونا أو كوفيد19، مدن عالمية ودول عظمى انحت للفيروس وأفرغت سكانها الى حجر صحي عالمي في نادرة من النوادر الذي شاهدها العالم. كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم توقفت عن النبض لم تصيبها نوبة قلبية كما هو معتاد على ممارسيها،ولكن أصابت عشبها الأخضر بكل مرافقه. كل شيء لم يعد كما كان، توقفت فرامل الدوريات الخمس، وعصبة الأبطال، وتأجيل يورو 2020، وعصبة أبطال افريقا…ومعه توقفت جل الدوريات في كل بقاع العالم والسبب فيروس كورونا . متعة كرة القدم الى متى ؟ ويبقى السؤال المطروح الذي يرواد كل عشاق المستديرة في القارات الخمس، متى ستعود متعة كرة القدم وكيف ستعود وبأي حلة ؟ أسئلة تبقى عالقة بين السماء والأرض لا هي من سكان الأرض ولا هي من سكان السماء، ولكن العلماء والخبراء هم من بيدهم القرار ليس علماء الرياضة وخبرائها،بل علماء الأوبئة والبيولوجيا هم من بيدهم الحل. حيث أصبح السؤال متى ستعود متعة كرة القدم هو الشغل الشاغل لكل متيم بحب الجلد المكور . متى يعود ذلك المناصر لشراء التذكرة من الشباك أو عبر البوابة الالكترونية؟متى يعود ذلك المشجع ليرتدي قميصه المفضل ووجهته الى المدرجات ليقف جنبا الى جنب مع الأصدقاء والمحبيين، ويهتفون ويمرحون ويغنون أغانيهم الخالدة، وتذوب فيها الحناجر مشجعة لوناً لقميص محدد وتحولهُ إلى رمز عبر أغنية شائعة ذات إيقاع موسيقي،و يجعلون أعلامهم وقمصان فرقهم ترفف في السماء ويعلنون للجميع عن انتمائهم وحبهم الأبدي والأزلي والسرمدي…أو مشجع يرتدي قمصيه وهو جالس في مقهى أو البيت ليتابع مباراته عبر الشاشة متفاعلا مع كل التفاصيل مدققا في أبسط الجزئيات الصغيرة حتى من أخطاء الحكم لا يغفلها ، متى ستعود تلك الفرحة التي تهتز كلما اهتزت الشباك بهدف، ومعه تعلو الهتافات والصيحات من كل صوب وحدب. ومتى أيضا تعود تلك الأرواح التي تذرف الدموع مع كل خسارة. متى تعود تلك الجماهير الى المدرجات لتبدع لواحات فنية لم يرسمها لا دافنتشي ولا فان جوج بل يد رسام متيم بحب فريق تفوق ريشته أنامل الفنانين والمبدعين مبدعين لواحات تقشعر لها الأبدان ويبقى السؤال الى متى الى متى…؟ كرة القدم هي فلسفة حياة. كرة القدم ليست مجرد لعبة تنتهي بانتهاء تسعين دقيقة او صافرة حكم . كرة القدم تجاوزت تلك الحدود لتصبح فلسفة حياة، لتصبح مدرسة وأكاديمية تدرس فيها أبجديات كرة القدم للأطفال. أصبحت كرة القدم عملة الاقتصاد ودخلت عالم الأرقام والأموال وأصبحت معادلة صعبة في البورصات العالمية.ولعل الخسائر التي تتكبدها الأندية والفرق والاتحادات بسب جائحة كورونا مثال حي على ما أقول. كرة القدم لدى البعض هو ذلك الهواء الذي يستنشقه مع كل اشراقة شمس. هي التاريخ وهي الحضارة وهي الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة اليه وما أكثرهم. كرة القدم حب من نوع أخر لا يدركه الى من عشق فريق من وجدان قلبه. فكيف لعاشق أن ينسى معشوقته كهذا هم أنصار المستديرة . * طالب باحث في الاجازة المهنية الصحافة المكتوبة كلية الآداب والعلوم الانسانية بني ملال