من الإيمان أن تعلم وتوقن أن سنن الله لا تحابي أحدا، مؤمنا كان أم كافرا، وأن من خالفها يَهْلَك ولو كان في قلب بيت الله الحرام يبكي مُتَببَتِّلا وساجدا.. وسنة الله في كورونا أنها فيروس مهلك وشديد الانتشار، وفي انتظار إيجاد علاج طبي وفقا لقواعد العلم، وفي انتظار رفع البلاء، فإن التجمع والاختلاط وتقارب الأنفاس وإخراج رذاذ التنفس (أن تخرج أجزاء من البصق) – بَصَقَ الرَّجُلُ تَفَلَ، رَمَى، قَذَفَ الْمُخَاطَ مِنْ فَمِهِ – وإن كان ذلك حين التكبير والتهليل، فهو نقل للعدوى وإشاعة للمرض. واعلم رعاك الله أن تكبيرك وتهليلك وأنت في مسافة الخطر (الأمان = دائرة من متر واحد) لن يكون مانعا من نقل أو استقبال الفيروس، بل هو إضافة إلى ذلك مخالفة للقانون وإيذاء للغير ورمى بالنفس إلى التهلكة، وهذه كلها معاصي كبيرة تحجبك عن الله وتجعل تكبيراتك وتضرعاتك بدون معنى وبدون أجر بل هي إضافة إلى ذلك سيئات تجترحها، فالله لا يعبد عن جهل ولا يتقرب إليه بالجهل، فكيف يعقل أن يتقرب إليه بالمعاصي وايذاء النفس والناس؟!.. إن أفضل الذاكرين منا اليوم هم من يستطيعون أن يجدوا لنا دواء طبيا كافيا شافيا معافيا، ولأننا غالبا لا نستطيع ذلك على طول وعرض أمتنا بالنظر إلى كثرة مواطن تخلفها، وضعف إمكانياتها، فحق لنا جميعا أن نأسف ونتألم لإننا غير قادرين على أن ننفع الناس وأن نبلغ تبعا لذلك هذا المقام الرفيع من مقامات الذكر… ولأن الذكر مقامات أيضا فيسعنا اليوم أن نذكر الله بالإعتبار والذكرى، ومن ذلك أن نعترف بضعف إمكاناتنا وقلت حيلتنا لعلنا نجتهد لتطويرها بعد الفرج، ومن ذلك أيضا أن نعتبر من أوجه الضعف المتعددة في منظوماتنا القيمية والدينية والتعليمية وغيرها، وهو ما يستوجب علينا بعد انجلاء هذا البلاء إن شاء الله قدرا كبيرا من الكد والعمل والاجتهاد… ولأن الذكر مقامات فيسعك أيضا هذه الأيام أن تستغل هذا البلاء وأن تتقرب إلى الله بطاعة أولى الأمر الذين يشرفون على كل الإجراءات التي تحد من انتشار الوباء، فتذكر الله وتتعبده بالإسهام في حفظ الأنفس وذلك مقصد عظيم من مقاصد الدين ومقام كبير من مقامات التدين. ولأن الذكر مقامات فيسعك أن تذكر الله بلزوم بيتك، وعدم الخروج، لكي لا تسهم في إذاية الناس، وأن تنوء بنفسك عن تحمل البهتان والإثم المبين، “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”. ولأن الذكر مقامات يسعك أيضا وأنت في بيتك أن تتضرع إلى الله خفية “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً” وأن تسأله رفع البلاء والتعجيل بالفرج. وختام ولإن الذكر مقامات فيسعك أيضا أن تطل من نافذتك أو أن تصعد إلى سطح بيتك، وأن تشارك أهل حيك ومدينتك في الجهر بالتكبير والتهليل أو قراءة اللطيف كما جرت بذلك عادة أهل المغرب حين نزول البلاء. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة