وسط جمهور غفير من مختلف الأعمار والأجناس، وحضور ملفت لمبدعات ومبدعين مغاربة، احتفى مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام بخنيفرة، في دورته الأولى للملتقى الوطني للنقد الأدبي بالناقد والكاتب عبد المالك أشهبون. فعاليات النسخة الأولى للملتقى الوطني للنقد الأدبي التي أسدل عليها الستار اليوم الأحد، انعقدت بالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة تحت شعار “أحداث الربيع العربي وأصداؤها في الرواية” واستمرت لثلاثة أيام، وعرفت جلستين نقديتين، الأولى تحت عنوان” الرواية واضطرابات الواقع العربي” سيرها القاص حسام الدين نوالي وشارك فيها كل من عبد المالك اشهبون وجميلة رحماني وعزيز ضويو وخالد الموساوي، بينما الجلسة النقدية الثانية موسومة بعنوان” التلقي النقدي للرواية العربية د. عبد المالك اشهبون نموذجا” سيرها الناقد حميد ركاطة وشارك فيها كل من عبد الواحد المرابط و مليكة معطاوي ومحمد الفتيحي وعلي القاسيمي. كما عرفت فعاليات الملتقى لحظة جميلة إذ تم تكريم كل النساء المشاركات في الملتقى، حيث تم تقديم لهن هدايا عبارة عن ورود طبيعية كعربون محبة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم 8 مارس من كل سنة. وكانت اللحظة القوية التي انتظرها الحاضرون بالملتقى الوطني الأول للنقد الأدبي ، هي لحظة تكريم الناقد عبد المالك اشهبون الذي تسلم درع التكريم من طرف الشاعر مولاي ادريس شهبون، حيث وقع اختيار المنظمين على هذه القامة الإبداعية والأدبية المغربية لكونه وجها من وجوه الأدب المغربي التي اغنت الخزانة المغربية بانتاجاتها النقدية والإبداعية المتنوعة. ومن بين الشهادات التي قيلت في حق عريس الدورة الناقد عبد المالك اشهبون، شهادة الشاعر عبد السلام المساوي الذي استحضر بداية معرفته للمحتفى به أواسط الثمانينيات قائلاً ” كنت قد بدأتُ العمل للتو، وكان هو متخرجا حديثا يجرب حظه مع الوظيفة، كان ينتمي إلى جماعة تنحدر كلُّها من حيّ واحد بظهر المهراز، وتنتمي برمتها إلى منظمة العمل الديموقراطي الشعبي.. لا أعرف بالتحديد كيف انخرطت في جلساتهم المسائية بمقهى النهضة la renaissance، ولكن الذي حبب إلى تلك الجلسات هو المشترك الإيديولوجي والثقافي. لم أكن أنتمي إلى حزبهم، بالرغم من الطرق الكثيرة التي أعملوها في محاولة استقطابي؛ ولكنني كنت أقنعهم بأنني أتبنى ما يدعون إليه وأدعمه. وأستطيع القول إن ما جذب انتباهي إلى الشاب عبد المالك يومئذ هو انخراطه المبكر في الكتابة النقدية عن الشعر. شأنه في ذلك شأن علي بنساعود، وبعدهما أعبو أبو إسماعيل الذي التحق بكوكبة المقهى قبل أن يتحولوا كلهم إلى نقد السرديات.”وتابع المساوي قوله في شهادته التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير،” كان عبد المالك أشهبون وعلي بنساعود ينشران في صفحة شبابية بجريدة أنوال، وأذكر أن سعيد يقطين هو من كان يشرف عليها، ويشجع الشباب على الكتابة. بينما كنت أنشر في صفحة على الطريق بجريدة الاتحاد الاشتراكي قبل أن أجاورهم في النشر بأنوال الثقافي. وقد قربت الكتابة بيننا وألغت كل مسافة. كان عبد المالك مفتونا بما يتلقاه من نظريات الأدب الجديدة التي نقلها إلى كلية الآداب في فاس بعض الأساتذة الذين درسوا بفرنسا. وأسترجع الآن بكثير من المشاعر النوستالجية أصداء أول ندوة وطنية أتيح لي وله المشاركة فيها بمدينة أصيلة، وكانت في موضوع: (تجربة الشعراء الشباب بالمغرب). دعي عبد المالك لإلقاء مداخلة نقدية في الموضوع، بينما دعيتُ للمشاركة في الأمسية الشعرية المبرمجة ضمنها. كان هذا في صيف 1987. وهي الندوة التي كانت منطلقاً لتأسيس الملتقى الوطني للتجربة الشعرية الجديدة بالمغرب الذي احتضنته جمعية الشعلة بمدينة سلا، وكان عبد المالك أحد المؤسسين لهذه التجربة ومساهما فيها بما يلقيه من قراءات ومداخلات. فما كان يحركه ويحركني هو ردُّ فعلِ متمرد على صوت ارتطام الأبواب والمزاليج التي كان يغلقها جيل السبعينيات ومن سبقهم في أوجهنا. ومنذ ذلك الوقت وعبد المالك أشهبون حريص على حفر اسمه عميقاً في المجالين: النضال السياسي والنضال الثقافي”. واستطرد المتحدث ذاته بالقول” صحيح أن النضال السياسي الحزبي كاد أن يأخذه بقوة من اهتماماته الأدبية والفكرية، خصوصا بعد انتقاله للعمل بمدينة أكادير. لكن أمام الانشقاقات التي أصابت الحزب الذي كان ينتمي إليه، أعاد أشهبون النظر في كثير من إيقاعاته واهتماماته، خصوصاً لما رجع إلى فاس للعمل بإحدى ثانوياتها. فقد عاد كما يعود نهرٌ قد تَجمَّعت فيه الفروع والجداول؛ فانطلق كما ينطلق حصانٌ جامح من معقله قوياً وهادراً. ولم نكد نفرح بكتابه الأول (آليات التجديد في الرواية العربية الجديدة سنة 2005، والذي أقنعته بأن يصدره من إحدى دور النشر بفاس، وبدعم من وزارة الثقافة، والمؤلفون عادةً ما يخصصون وقتا كافيا للتملي بالإصدار الأول وما يتركه من أصداء، حتى فاجأنا بكتابه الثاني (الرواية العربية من التأسيس إلى النص المفتوح، (بدعم من وزارة الثقافة)، سنة 2007. )، فالثالث الذي حمل عنوان (من خطاب السيرة المحدود إلى عوالم التخييل الذاتي الرحبة) وفي سنة واحدة. ثم انثالت إصداراته عن دور نشر عربية في سوريا والجزائر والأردن ومصر والسعودية ولبنان والإمارات، مخلفا بذلك أصداء عالية، وآثاراً طيبة، وخصوصا في الأوساط الثقافية العربية” وفق تعبيره. يذكر أن الملتقى في اطار انفتاحه على المؤسسات التعليمية، نظم ورشات إبداعية لفائدة مجموعة من تلميذات وتلاميذ السلك الثانوي التأهيلي أطرها الأستاذين المصطفى داد ومحمد عياش.
جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة 1. الأدب 2. المغرب 3. النقد 4. خنيفرة