“خذوا المناصب والمكاسب لكن خلًّولي الوطن”..من لا يعرف المُتغنّي بهذه الكلمات، وهو الذي يعتبر “كل بلاد العرب أوطانه”، فيما صار صوته ذاكرة للتاريخ، وفنه مرآة لما عاشه ويعيشه العرب من خيبات وأحلام وثورات. الفنان التونسي لطفي بوشناق، تحدث خلال حوار على “فرانس 24″، بثته القناة عشية الإعلان عن تشكيل الحكومة التونسية الأولى من نوعها على عهد الرئيس قيس سعيد، مساء أمس الخميس، عن أهمية الفن والثقافة باعتبارهما رسالة سامية. وقال بوشناق، إن الفن والثقافة من أهم ما تبقى في يد العرب لإثبات الهوية وتبليغ الرسالة وتلميع الصورة ودعم الاقتصاد، لافتا إلى أن التوثيق عبر الفنون يقع على عاتق الفنانين ومسؤوليتهم. الفنان الذي اشتهر بغنائه للموشحات والابتهالات والأغاني التراثية، ركز على أهمية الثقافة والحرية لصالح إبلاغ رسالة صادقة. كما تطرق إلى دور وسائل الإعلام في تمكين المبدعين العرب. “لا يمكن أن تولد الثقافة دون حرية” يقول بوشناق، مستطردا، ” يجب أن تكون حرا وكذلك صادقا لتبليغ رسالة صادقة، فإذا كنت مكبَّلا دون أن تثور على ذلك، فوجودك وعدمه سواء” وفق تعبيره. وعرَّج المطرب والملحن التونسي، على الثنائية الفنية الفريدة التي شكلها رفقة الشاعر والمترجم آدم فتحي، لافتا إلى أن هذا الأخير كان سببا في نقلة فنية مميزة في مساره، قائلا عنه، “هو عارَفني وقاريني ومؤمن بي، وأحس أنه يعبر عني بالكلمة وأنا أعبر عما في دواخله بالصوت واللحن”. وحين سُئل بوشناق، خلال ذات الحوار، عن إمكانية كتابة سيرته الذاتية، اعتبر ضيف برنامج “ثقافة”، أنه لم ينته من العطاء والإبداع بعد ليقوم بتوثيق مسيرته، معربا عن أمله في أن يحكي موروثه عن مسيرته الفنية، مؤكدا أن “الأغاني والأعمال الفنية هي ما تخلد ذكرى واسم الفنان إن كان يستحق ذلك فعلا”. مقدمة البرنامج استذكرت رفقة الفنان التونسي مرور 3 عقود على “أوبريت الحلم العربي”، وإن كان تحقق منها شيء، ما جعل بوشناق يؤكد بتفاؤل كبير أن الأمل لا يزال بالأمة العربية من خلال شرفائها الكُثُر، رغم أنها تمر بوقت صعب، قد يكون الأصعب على الإطلاق، على حد قوله. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة