تعتبر مرحلة الشباب مرحلة هي مرحلة بداية شخصية الانسان وتبلورها ونضجها فمن خلال هذه المرحلة يكتسب الفرد مهارات ومعارف , وكذالك النضوج الجسماني والعقلاني , ومن سماته ان الشباب اجتماعي بطبعه , وهذا يعني الميل الطبيعي للانتماء والاعتزاز بدينه ووطنه , فمرحلة الشباب ايضا هي مرحلة الحماسة والطاقة والجرأة والاستقلالية وكثرة المشاعر. فكل هته الامور هي مميزة للشباب .لكنهم اليوم في حاجة أكتر لتحقيق ذواتهم , بم يعني أن تكون اختياراته حرة وواعية لدوره ومشاركته المجتمعية وشعوره بالانتماء لفكرة أو لهذا الوطن فثورات التغير أطلقها الشباب على مر العصور وليس الشيوخ . لكننا اليوم امام معضلة كبرى فالشباب اليوم يعانون التهميش والإحباط والإقصاء تجاه مشاركتهم في تنمية أوطانهم , متناسين أن الشباب هم قوة الأمم الضاربة وهم عقلهم المتيقظ , وهم كذلك قلبهم النابض فالشباب كقوة , هم الأكثر تقبلا لتغير. والتعامل معه بروح خلاقة ومبدعة فهم العطاء دون حدود شريطة الإيمان بعقلية الشباب والتعامل معه بمفهوم كياني وليس مجرد أدوات تفيد فقط. ولمعرفة استعداد الشباب في الانخراط في العمل المجتمعي كان سياسيا ام اجتماعيا او تنمويا فإن المطلوب معرفة حاجيات الشباب الاساسية والعمل على تلبيتها وأخذها بعين الاعتبار لدى صياغة البرامج الكبرى بي اعتبارها متطلبات ضرورية وملحة , وهذه الحاجيات هي عبارة عن مفهوم نسبي يختلف من مجتمع الى اخر بحكم خصوصيته وطبيعته. فحاجيات الشباب اليوم الى رعاية صحية والمعرفة العلمية والتعلم لما لهم من دور اساسي في حياة كل فرد لكونها توسع افاق المدارك العقلية والحسية [ وهو حق مكتسب ] وهو بحاجة إلى الاستقلال في إطار الاسرة , وهو بحاجة أيضا إلى تلبية حاجياته الاقتصادية الاساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن إضافتا إلى حاجته إلى الترفيه والترويح عن النفس عبر توفير [ ملاعب رياضية , قاعات سينمائية , دور الشباب …] وهو بحاجة إلى بناء شخصية قيادية وله الحق كذالك الكامل في المشاركة السياسية والمدنية وفي إبداء الرأي مع توفير قدر كافي من الحرية والديمقراطية والمهم أيضا هو عدم تحميله أكتر مما يتحمل فمن خلال كل هذا يمكن لشباب ان يستعيد وعيه وأن يكون مبادرا ومؤهلا لبناء وطنه وأن يكون دافعه اتجاه هذا الوطن هو التغير وأن تكون لديه قطيعة مع اختيارات الترقيع والتصالح مع الواقع الرديء التي تعيش فيه أوطاننا ومطامنة الرأس للأقوياء والمتجبرين في هذا الوطن فالوطن هو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وكبرنا وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في احضانه فالوطن هو الأم التي ترعنا ونرعاها والوطن هو الأسرة التي ننعم بدفئها وهو الأمان والسكينة والحرية, وهو الانتماء والوفاء والتضحية والفداء. فأخبروهم أننا كشباب أخبروهم أننا رغم كل شيء سنموت من أجل أن يحيا هذا الوطن، فائزون ومصلحون، معا للأبد، قال تعالى (قَالَ يقوم أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ على بينة مِّن رَّبِّى ورزقني مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وما أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى ما أنهاكم عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصلاح مَا استطعت ۚ وَمَا توفيقي إِلَّا بالله ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب). جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة