بشكل مفاجئ استيقظ “الضمير المستتر” للمنسق الوطني لحركة ضمير الأستاذ صلاح الوديع ليحمل أخنوش مسؤولية البلوكاج الحكومي الشهير الذي أعقبه إعفاء الأستاذ عبد الإله بنكيران من مهام تشكيل الحكومة بعد انتخابات أكتوبر 2016. ففي مقاله الأخير والذي خصصه لمهاجمة أخنوش بعد كلامه حول إعادة تربية المغاربة، قال الوديع نصا “من يحتاج التربية هو من يحتجز المؤسسات رهينة ويعرقل تشكيل الحكومة طيلة 6 أشهر بالتمام والكمال”، وبذلك يقول الوديع الحقيقة الساطعة التي لم يمتلك الشجاعة لقولها إبان فترة البلوكاج، حين كان يحمل المسؤولية –ضمنا- لعبد الإله بنكيران عوض تحميلها للأطراف التي تحرك أخنوش كما حركت الوديع وأمثاله قبلا. لكن، هل نسي السيد الوديع أنه كان جزءا رئيسا من قادة البؤس الذين أسسوا لمشروع تحكمي يهدف لإعادة تربية المغاربة وفق منهج سلطوي قائم على الضبط والتحكم في المجتمع، وتخويف المسؤولين وسبهم وتهديدهم، وإجبار قادة أحزاب على عملية اندماج قسري وآخرين على الاستقالة؟ هل نسي السيد الوديع أن مشروعه السياسي كان قائما على استئصال تيار مجتمعي واسع، وفبركة ملفات بحق أعضاءه وقادته؟ هل نسي السيد الوديع أن كل الأحزاب الوطنية حذرت من الخطر الذي يشكله الحزب المعلوم على الوطن ومستقبله؟ وهل نسي السيد الوديع أن حزبه وقادته هم من الأسباب الرئيسة لخروج مسيرات 20 فبراير، التي هاجمت الحزب وقياداته؟ هل نسي السيد الوديع أنه كان جزءا من أول زمرة للمترشحين باسم الحزب المعلوم في إحدى الانتخابات الجزئية سنة 2008، قبل أن يسقط “العريس” –كما كانت تسميه الصحافة في تلك الفترة- سقوطا مدويا في تلك الانتخابات، بالرغم من أن المنافسة في دائرته الانتخابية –آسفي- كانت حول أربعة مقاعد انتخابية؟ هاجم السيد الوديع عزيز أخنوش واتهمه “بالمزج بين ما لا يقبل المزج ويخلط بين عالم الأعمال وعالم السياسة في تضارب لا يحتمل بين المصالح”، وبالاستيلاء على 17 مليار درهم كأرباح بعد تحرير قطاع المحروقات بالمغرب، وبالدفاع عن أعضاء حزبه ممن يستغلون مواقعهم للاغتناء غير المشروع؛ لكن، هل نسي السيد الوديع أن أخنوش الذي يهاجمه الآن كان قياديا مؤسسا رفقته لحركة كل الديمقراطيين، وأحد الموقعين على البيان التأسيسي للحركة؟ لماذا لم يرفض السيد الوديع التواجد رفقة أخنوش وأمثاله ممن يجمعون بين السلطة والمال، وممن يكدسون أمولا طائلة عن طريق الاغتناء غير المشروع؟ أو لم يكن أصلا المشروع الذي يدافع عنه الوديع قائما على الجمع بين المال والسلطة؟ أو لم يحقق قادة الحزب المعلوم ثروة فاحشة عبر جمعهم بين السلطة والمال؟ أو لم يفضح قادة الحزب -الذي كان الوديع أحد أركانه- بعضهم البعض في قضية الاغتناء غير المشروع من العمل السياسي؟ نقول للسيد الوديع بأن أخنوش هو امتداد للفكر السلطوي الذي بشر به ودافع عنه الوديع و بقية قادة مشروع التحكم، وأن أخنوش يقول فقط ما طبقه فعلا قادة ذلك المشروع قبل تراجعه الاضطراري سنة 2011، وما سيطبقونه –لا قدر الله- لو كتب لهم النجاح مستقبلا. باختصار نقول للسيد الوديع بإن أخنوش هو نبتة طبيعية وجزء من “تريكة” المشروع السلطوي القمعي الذي ينظر للمغاربة بأنهم “رعاع” يحتاجون لإعادة التربية.