حظي الفيلم المغربي “سيد المجهول” لمخرجه علاء الدين الجم، بالتصفيقات الحارة والإعجاب الكبير من طرف الحاضرين، سواء خلال عرضه أمام لجنة التحكيم بقاعة الوزراء أو في عرض المناقشة بسينما كوليزي. وعمد الجم إلى تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الجهل في انتشار الخرافة وعبادة الأضرحة والأولياء الذي ليس لهم أصل في التاريخ، وكذا لاستمرار جهود بعض العقلاء من أجل مقاومة الخرافة، في ظل ظهور آخرين يستغلون الوضع لغايات خاصة ابتداء من إيجاد جو للتسلية إلى غاية استغلالها لجني المال. “سيد المجهول” يحكي قصة شخص يؤدي دوره الممثل يونس بواب، سرق أموالا وعمد إلى دفنها فوق تل، لحمايتها من التطفل جعلها شكل قبر قبل أن يتسلم لعناصر الدرك الملكي، غير أنه بعد خروجه من السجن تفاجأ بأن القبر الوهمي أصبح ضريحا يزوره أهل الدوار وأسموه “ضريح سيد المجهول”. وفي قالب كوميدي تدور أحداث الفيلم الذي يوضح الصراع الثقافي بين مؤمن بالله ومتمسك بالأرض والوطن رغم الجفاف والمتاعب، وبين متوهم قدرة “الولي الصالح” على جلب المطر وإنهاء حالة الفقر القحط. طرف فكري وثقافي ثالث سلط عليه علاء الدين الجم في فيلمه، يهتم بأشخاص يتبعون المصلحة ويستغلون جهل الناس وتعلقهم بأشياء تبدو تافهة، من أجل كسب المال وفقط، دون أن يكون له أي اهتمام بالولي الصالح وضريحه ولا بالأرض الأولى وفكرة مقاومة الهجرة تبركا بالضريح. أما الطبيب الذي أدى دوره الممثل أنس الباز فقد وجد نفسه مضطرا رفق الممرض، إلى التسلي ببعض الممارسات التي أدت إلى نتائج اعتقدها البعض من بركات الوالي، وكذا إلى تقمص دور الطبيب البيطري لعلاج الحيوانات بدل الناس لأن أهل الدوار يلجؤون عند المرض إلى الضريح وليس الطبيب. وبخصوص الفيلم، قال مخرجه علاء الدين الجم أن شخصياته اقتبسها من الواقع المعاش ومن شخصيات حقيقية رآها في محيطه وخلال تجوله بالمغرب. وأبرز أن يحاول في أعمال السينمائية الانطلاق من شيء عبثي ثم يضفي عليه الروح الدرامي، ويؤثثه باللقطات المضحكة، مشددا أن لا يقدم فيلما كوميديا وإنما تتخلله الكوميديا والضحك بين الفينة والأخرى.