اليوم ونحن نتحدث عن النموذج التنموي الجديد الذي قال عنه مؤخرا الناطق الرسمي باسم الحكومة بأنه يهم الأجيال القادمة ولم يحدد أي جيل من الأجيال القادمة هاته ، هل هو جيل سنة 2030 أو 2040 أو 2050 ، أو أي جيل يقصد الوزير.. في نظري المتواضع علينا أولا أن نهتم بنماذج المشاريع التي تهم الجيل الحالي الذي عانى ويعاني لأن المغاربة لا يهمهم اسم المشروع أو النموذج التنموي فما يهمنا هو تعليم جيد وصحة جيدة وعمل جيد لكي نهتم بالمشاريع القادمة لأن إنجاز نموذج مشروع تنموي بدون مجتمع واع هو عمل فاشل ، فماذا نستفيد نحن من نموذج مشروع لا يصب في مصلحتنا حالا ،السؤال الجوهري الذي أريد طرحه الآن لماذا شكيب بنموسى هو بالضبط من يشرف على هذا النموذج التنموي ؟ هل بنموسى هو الوحيد القادر عن تدبير هذا النموذج ؟ لماذا ؟ هل أكثر من حزب سياسي بالمغرب ليس بينهم إطار قادر على الإشراف على مثل هذا النموذج وبالتالي فلسنا أمام هذا المعطى في حاجة إلى هاته الأحزاب أصلا ،ولماذا تمنح مثل هاته المسؤوليات لأصحاب الجنسية المزدوجة ؟ أعتقد أن هناك لغز ما في هذا الموضوع… ، وهل ليس من بين حوالي 33 مليون مغربي شخص أو أشخاص حاصلين على شواهد عليا قادرين على التسيير والتدبير ؟ بالعكس لدينا كفاءات عالية في شتى المجالات ، نعتز بهم ، لكنهم يغيبون عن مناصب المسؤولية وتدبير الشأن العام .أعتقد أن شخص عادي يمكن أن يشرف على هذا النموذج التنموي الجاهز أصلا ،لكن في نظري أن المشاريع المستقبلية تفرض وجود مكاتب للدراسات والأبحاث المستقبلية كما كان يفعل المرحوم الدكتور المهدي المنجرة ،لكن للأسف لا الأحزاب فكرت في هذا ولا الدولة . لست أدري هل ذلك راجع لغياب مؤهلات لدى رجال السياسة والإقتصاد أم لغياب إرادة حقيقية لدى الدولة . كنا في فترة الستينات والسبعينات عهد ازدهار الثقافة المغربية والثقافة العربية بصفة عامة وكانت لدينا في ذلك الوقت جامعتين بالرباط وفاس وكان الطلبة لديهم درجة من الوعي السياسي والاقتصادي والفلسفي وكانت الأنشطة الطلابية في ذلك الوقت تطرح عدة تساؤلات وعدة أطروحات حول السياسة والاقتصاد والفلسفة والآداب ،و الآن ونحن نتوفر على أزيد من 13 جامعة ومعهد خاص ،أتأسف لأننا نخرج من هذه الجامعات والمعاهد خريجين متوجين بالمية الفكرية ، قادرون فقط على القراءة والكتابة ، فكيف لهذا النموذج التنموي الجديد أن ينجح في ظل انتشار الأمية الفكرية وغياب الوعي ؟ كيف ؟ …