لعل رئيس حزب “بوكس” الإسباني المتطرف قد نسي أن مدينة مليلية إنما هي مدينة مغربية وهو مجرد محتل وغاصب لها، فراح يدعو الحكومة الإسبانية إلى عدم السماح للمغربيات بأن يلدن بالمستشفى الإقليمي، وعدم السماح للمغاربة بالعمل داخل المدينةالمحتلة ولا لأطفالهم بأن يلتحقوا بمدارس الثغر المحتل. “فعشنا وينشنا” إن حزب بوكس وهو اسم على مسمى لأنه أراد أن يلعب الملاكمة في حلبة جاره، فدعا إلى إقصاء الجمهور المحلي حتى لا يمارس حقه في التواجد بأرضه وملعبه. هذا هو التعبير العملي للمثل المغربي القائل “فعشنا وينشنا”. فبأي وجه حق يدعو هذا الحزب المتطرف إلى إقصاء المغاربة من أرضهم ومدينتهم، وإذا كان هو محتل ومغتصب لأرضهم فعلى الأقل كان عليه أن يحافظ على ماء وجهه ويحافظ على التعايش في الوضع غير الطبيعي الذي يتأسس على اعتبار المغرب لمدينتي سبتة ومليلية مدينتين مغربيتين تحت السيادة الإسبانية لا غير. “حنا رضينا بالهم والهم ما رضى بينا” إن من غرائب الأمور أن يقوم السيد خيسوس دلغادو الأمين العام لحزب فوكس بمليلية، بجعل المغاربة المقيمين على أرضهم مشكلة إسبانية تؤرقه، إلى درجة أنه وعد الإسبان في حالة نجاحه كحزب في الجزيرة الإيبيرية بأن يطهر مليلية من الإنسان المغربي وأن الإسبان ليسوا في حاجة إلى جلب يد عاملة من المغرب. يبدو أن السيد خيسوس قد فقد توازنه ونسي نفسه فصار يهرف بما لا يعرف، وعوض أن يشكر المغاربة لأنهم قبلوا بالتعايش مع الإسبان ومهم محتلون، ورضوا بأن يتجاوروا جنبا إلى جنب مع مغتصبيهم، راح ينكئ الجراح ويوقظ الآلام ويدعو من حيث لا يشعر إلى إفساد العلاقات بين الجيران تجاوزا، لأن المغاربة المتواجدين في مدينة مليلية لا يستطيع أحد أن يخرجهم من أرضهم، وإذا كانت مجرد نية ملك إسبانيا خوان كارلوس زيارة مليلية سنة 2007 قد خلقت أزمة دبلوماسية استدعى المغرب على إثرها سفيره في مدير، وفي سنة 2017 عبر الملك فيليبي السادس عن عدم نيته لزيارة الثغرين المحتلين احتراما للعلاقات المغربية الإسبانية، فكيف يجرؤ الأمين العام لحزب بوكس بأن يحرك الماء الراكد ويعمل على خلق أزمة ليست في صالح كلا البلدين.