فاطمة راجي – صحافية متدربة يتوالى مسلسل المعاناة التي يعيشها سكان القرى المهمشة بالمغرب، بوفاة طفل يوم أمس، بضواحي مدينة أكادير، بعد 42 يوما من إصابته بجرح إثر عضة كلب، تبين فيما بعد أنه مسعور. الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، والقاطن ب”إسك” التابعة لجماعة “تقي”، يفيد ذات المصدر، “فقد حياته بسبب الإهمال، حيث نقل يوم تعرضه للإصابة إلى أقرب مركز صحي بإيموزار، لتلقي العلاجات اللازمة، إلا أن الأطر الطبية، أكدت أن الكلب الذي عض الطفل غير مريض بداء الكلب أو السعار”. واكتفت الأطر الطبية حسب ذات المصدر بغسل الجرح بالماء، وتطهيره بماء جافيل، وبعض الدواء الذي وصفوه للأسرة على أنه مضاد ل”الميكروب”، في غياب أي توجيه أو تنبيه بخطورة وضع الطفل، الذي كان مصابا بعضة كلب مسعور، بل أكثر من هذا طمأنوا الأسرة وأكدوا أن الوضع سليم ولا يستدعي القلق. وأضاف ذات المصدر أن “الأسرة في حالة صدمة وهلع تجاه ما وقع، حيث لم يتوقعوا وفاة الطفل الذي لم تظهر عليه أعراض المرض حتى الأسبوع الخامس من إصابته، وبعدها خطفه الموت في ظل الخرافات السائدة في القرية من قبيل، أنها أعراض “الجن” لاغير، واكتفت الأسرة باستدعاء راقي شرعي ليعالجه”. وأردف المتحدث ذاته، أن “وضع الأسرة الاقتصادي لم يسمح لها بعلاج الطفل، إذ أخبروا آنذاك أن الحقنة تساوي 3000 درهم، واكتشفوا فيما بعد أنها إشاعة، إذ توجد حقن ببلدية أكادير مجانا”، مضيفا أن “الناس هنا غير واعيين بحقوقهم، والمسؤولون لايقومون بواجبهم”. ونقلت جثة الطفل يوم أمس السبت إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، قصد إخضاعه للتشريح الطبي، لتحديد أسباب الوفاة. وخلفت موت الطفل صدمة كبيرة في نفوس الساكنة، إلى الحد الذي يجعلها متوجسة من الكلاب، التي تتواجد في طريق يسلكها التلاميذ طيلة الموسم الدراسي للوصول إلى العلم والمعرفة، وهي طريق طويلة ومحفوفة بالمخاطر.