المغرب يُعاني من أزمة إرادة على كل المستويات وتمثلات هذه الأزمة ظاهرة وهزيمة البارحة نتيجة لهذه الأزمة، هناك أزمة إرادة لا تُريد الإصلاح وليست لها رغبة في التغيير .. على مستوى التعليم والصحة والثقافة والرياضة والفن والسياحة وغيرها، العقليات التي أوصلت التعليم والصحة إلى الحضيض هي نفس العقليات التي أوصلت الرياضة كذلك لهذا الحضيض حتى أصبح منتخب البنين يُقصينا .. عقليات تغيب عنها روح المسؤولية، عقليات تعيش فساداً وتتنفسه، عقليات تعيش لمصالحها الخاصة، عقليات تخدم أجندات معينة من حيث تدري أو لا تدري .. عقليات قادرة على تخصيص ميزانيات ضخمة للمهرجانات عاجزة عن تخصيص ميزانيات ضخمة للتعليم، عقليات قادرة على تحسين جودة الفن الهابط عاجزة عن تحسين جودة الطب العام، عقليات تحتفي بفرقة “مشروع ليلى” الشواذ بوسط المدينة ولا ترى إشكالاً في تعنيف الأساتذة المتدربين بنفس المكان، عقليات تدعو إلى تنزيل الدستور وتُقابل إضراب طلبة الطب بالتجاهل، عقليات ينتقذ السفير البريطاني خطوط الطيران المغربية مرتين علاناً وترفض إتخاذ إجراءات قوية لإصلاح الخلل، عقليات لا تُريد للمغرب نهضة حضارية حقيقية وفي مختلف المجالات .. هذه العقليات هي المتحكمة أيضا في الشأن الكروي وتُديره وتُدبره بنفس الشكل، لا تكوين لا مسؤولية لا استراتيجية لا مستوى لا ألقاب لا بطولة لا محاسبة لا شفافية لا والو .. عقليات بميزانيات مفتوحة وإمكانيات هائلة عجزت عن صناعة مهاجم مثلاً .. لا يُمكن أن يُصلح زياش ورفاقه ما أفسدته هذه العقليات، المنتخب دار جهدو وعلينا كمغاربة أن نبحث عن المشكل الحقيقي ونسعى لحله عِوَض التعلق بضربة جزاء زياش !