مع اقتراب حسم البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، لم يمنع أنصار الفرق الوطنية أنفسهم من الصوم عن عادة سيئة في هذا الشهر الفضيل و في غيره، أخذت عدة مسميات منها: الكلاشات, الشدان, التطلاع وغيرها من المسميات بإبداع جملة من الوسائل المرئية على مختلف المنصات الاجتماعية و في الحياة اليومية تستعمل فيها أشنع الصفات والشتائم, هدفها الاستهانة والتحقير من الاخر و التنبيه على عيوبه و نقائصه على وجه يضحك منه. تتقابل هذه المفردات الدارجة مع خلق سيئ ورد في القران والسنة النهي عنه والتحذير منه وخصوصا في شهر الصيام عن المفطرات المادية والمعنوية ألا هو السخرية والاستهزاء. وقد نهى القران عن هذا السلوك الشنيع في سورة الاخلاق في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)[1] في هذه الآية الكريم يعم الله بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية من لمز وتنابز بالألقاب وتحقير. ومما ورد في السنة ما رواه أَبِو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”.[2] وفي هذا تعظيم احتقار المسلم وأنه لو لم يأت الانسان من الشر إلا هذا لكان كافيا. مقاصد النهي عن هذا الخلق الذميم تكمن في أنه يفسد الروابط الاجتماعية ويبذر بذور العداوة والبغضاء والأحقاد مما يولد الرغبة في الانتقام. كما أنه يميت القلب ويورث الغفلة ويجلب عقوبة الله في الدنيا والاخرة. لا يشمل هذا السلوك فقط ما يقع بين أنصار الفرق وإنما أصبح متساهلا فيه حتى بين الاصحاب والعائلات بل وبين الآباء وأبناءهم خالطين بذلك بين السخرية والمزاح المشروع والذي لا يسعى من خلاله المازح التقليل او الاستهانة من شأن الاخر. شرع الله الصيام لتحقيق وتحقق معاني التقوى والهداية في هذا الشهر المبارك، واستدراك أخطاء النفس واصلاحها والترقي بخلق الانسان الى اخلاق القران. والأولى استغلال هذه الرياضة وغيرها لأثارة روح الحب والمودة في المجتمع عوض اثارة روح العداوة والبغضاء وان لا يغلبها الانسان على أولوياته وان لا تصبح شغله الشاغل يحب ويكره، يعادي ويسالم لأجلها. [1] سورة الحجرات [2] رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 2564].