خلق الله سبحانه البشر، بني آدم واصطفى منهم الأنبياء والرسل واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة: نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، واصطفى من أولى العزم خليله وحبيبه النبي الخاتم محمداً ففضله على جميع الأنبياء والمرسلين؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد، من حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع). ومحمد صلى الله عليه وسلم هو إمامُ وخاتم الأنبياء والأتقياء والأصفياء، وسيدُ المرسلين والعابدين والطائعين، وقائدُ الغر المحجلين، وصاحبُ الشفاعة ِالعظمى والمكانة الأسمى، وصاحبُ الحوضِ المورود والمقام المحمود . ومحمد صلى الله عليه وسلم هو من شرح الله له صدره، ورفع الله له ذكره، ووضع الله عنه وزره، وفي كل شيء الله زكاه: زكّاه في عقله فقال سبحانه: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} سورة النجم. وزكّاه في صدقه فقال سبحانه: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} سورة النجم. وزكّاه في علمه فقال سبحانه: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}سورة النجم. وزكّاه في بصره فقال سبحانه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} سورة النجم. وزكّاه في فؤاده فقال سبحانه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} سورة النجم. وزكّاه في صدره فقال سبحانه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك } سورة الشرح. وزكّاه في ذكره فقال سبحانه: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }سورة الشرح. وزكّاه كله فقال سبحانه:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم }سورة القلم. ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي اختاره الله جل في علاه ليختم به رسالاته السماوية؛ فهو حبيب الله .. وهو خليل الله .. وهو أكرم الخلق على الله عز وجل، النبي الذي فضله الله على الأنبياء بست كما جاء في الحديث الشريف الذى أخرجه مسلم والترمذى وأحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فُضِّلت على الأنبياء بست: 1 - أُعطيتُ جوامعَ الكلم. 2 - ونُصرتُ بالرعب (رواية البخاري مسيرة شهر). 3 - وأُحِلّتْ لي الغنائم. 4 - وجُعِلت لي الأرضُ طهوراً ومسجداً. 5 - وأُرسِلتُ إلى الخلق كافة. 6 - وخُتِم بي النبيون)). [ حديث صحيح رواه البخارى ومسلم ] محمد صلى الله عليه وسلم هو من صلى الله عليه وملائكته، قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما) الأحزاب (56)، وصلاة الله على الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم هي ثناؤه عليه عند الملائكة وقيل الرحمة.أما صلاة الملائكة عليه فهي الدعاء وقيل الاستغفار. وأما صلاتنا نحن عليه فهي رحمة وعبادة ودخر لنا يوم نلقى الله تعالى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشراً“ (رواه مسلم)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة“ (رواه الترمذي). وقد قيل المقصود بأولى الناس بي أي أحقهم بالشفاعة وأقربهم مجلسا منه صلى الله عليه وسلم. فصلِّ لا تكن بخيلا فأنت من تستفيد أكثر ؟؟ جاء محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين للمسلم والكافر، للصغير والكبير ... وصدق ربنا جل في علاه القائل في حق نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء (107). فهو الرحمة المهداة والأنوار المسداة وقدوتنا للنجاة، فاللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين، محمد عبدك ورسولك إمام الخير، فاللهم ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته يا أالله إنك لا تخلف الميعاد. ونجعل مسك الختام لهذه الكلمات المتواضعة في حق خير الأنام أفضل الصلاة والسلام على محمد النبي الإمام، فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.