يعيش فريق شباب طاطا لكرة القدم موسما رياضيا استثنائيا، في عامه الثاني بالقسم الأول هواة، بعد عامه الذي اختتمه رابعا في ترتيب القسم، وبعثر أوراق المجموعة، بهزمه لأندية المقدمة يومئذ. اليوم حال شباب طاطا لا يسر صديقا، ولاسيما بعد الهزيمة القاسية أمام مولودية العيون بسداسية دون رد، برسم الدورة العشرين 20، من بطولة القسم الوطني الأول هواة شطر الجنوب، هزيمة لم يسبق، في حدود ما أعلم، أن تلقى شباب طاطا مثلها طوال مشواره الرياضي، الهزيمة أمر وارد في كرة القدم، لكن مثل هذه النتيجة، ليست عادية، في ظل الظرفية التي يمر منها الفريق؛ إذ في مرحلة الذهاب، رغم ما قيل عن التشكيلة والمدرب، لم يتلق الفريق صفعة مثل هذه، وكانت أقسى هزيمة على يد نجاح سوس بالملعب البلدي بطاطا، برباعية مقابل صفر، التشكيلة ذاتها أحرجت وداد السراغنة المتصدر، وهلال تراست، بمعقليهما، وكان بالإمكان العودة بنقطة ثمينة لولا سوء الطالع… لست أريد بهذا الكلام القول بأفضلية التركيبة البشرية الأولى، لأن هناك شبه إجماع، من لدن المهتمين بالشأن الكروي في الإقليم، أن الانتدابات الأخيرة أفضل من سابقتها، وهو الأمر الذي يجعل هذه الهزيمة موجعة، ويطرح علامات استفهام عن كواليس الفريق، وعن مستقبله. مدرب التحدي باشر مكتب شباب طاطا، بعد الانفصال عن خالد الزوين، اتصالاته بعدد من المدربين، وكان قريبا من التعاقد مع المدرب عزيز الذنيبي، الذي أشرف على الفريق في مقابلة من خلف السياج، وغادر الفريق لأسباب غير معلومة لدينا، ليتعاقد الفريق مع المدرب نجيم عامر، الذي بصم على مشوار جيد مع فريق فتح ويسلان؛ حيث حقق معه الصعود مرتين، من القسم الثاني هواة إلى القسم الأول، ومن هذا الأخير إلى البطولة الوطنية هواة، وهي نقطة رئيسة يتوجب على المكتب المسير التركيز عليها، في تعاقداته مستقبلا. قبول المدرب نجيم عامر الإشراف على شباب طاطا، في ظل وضعيته الراهنة، يجعل منه رجل تحدي، فلا أظن أن مدربا لا يملك لياقة التحدي سيقبل الإشراف على فريق مهدد بالنزول، مهما كانت الإغراءات، مجازفا بسيرته الرياضية. حقق نجيم عامر مع شباب طاطا انتصارين؛ واحد داخل الميدان، والثاني خارجه، ومني بثلاث هزائم؛ هزيمة داخل الميدان، وهزيمتان خارجه، وبالمقارنة مع تطلعات الفريق، فإن النتائج المحصل عليها، ولئن كانت أفضل من مرحلة الذهاب، في تقديري، دون المتوسط. أداء الفريق لعب الفريق خلال الإياب لقاءين على أرض ملعبه، ربح المقابلة الأولى أمام نجم أنزا، بهدفين نظير واحد، حيث كان االفريق الطاطوي سباقا لتسجيل هدفين، قبل أن يعود الزوار في النتيجية ويرموا بكامل ثقلهم ناحية مرمى حارس شباب طاطا، عموما شهدت هذه المقابلة روحا قتالية من لدن اللاعبين. المقابلة الثانية خسرها الفريق بثلاثية مقابل واحد، لا تعكس أداء الفريق الذي قدم مقابلة لابأس بها؛ حيث ضغط على مرمى شباب تراست وضاعت فرص سانحة للتسجيل، وضد مجرى اللعب، قذيفة من لاعب هلال تراست لم تترك للحارس أي حظ، واستقرت بالزاوية التسعين، وأضاف بعدها الفريق السوسي هدفا ثانيا، وقبل نهاية الشوط، قلص شباب طاطا الفارق، في الجولة الثانية سيضيف الزوار الهدف الثالث، مستغلين خطأ على مستوى الوسط. كشف اللقاء الأخير لشباب طاطا بميدانه أمرين اثنين؛ أولهما الهوة بين خط الهجوم وخط الوسط، هذا الارتباك منح هلال تراست هدفا، إثر مرتد هجوم محكم، بعبارة أخرى يجب على الفريق إيجاد من يعوض الناصيري في غيابه أو يسانده في خط الوسط. إلى جوار خط الوسط، االفريق عانى على مستوى الدفاع، بالأخص الظهير الأيسر، في مقابلة نجم أنزا، على سبيل المثال، تمريرات في العمق، دائما ما تنتهي بتفوق اللاعب رقم 7 االذي أرغم المدافع، مرات عديدة، على ارتكاب أخطاء، أحدها أثمر هدفا. في مقابلة هلال تراست تمريرات اللاعب رقم 10 في العمق، خلف ظهر المدافعين أغلبها شكل خطورة على مرمى شباب طاطا، إضافة إلى ما تقدم، هناك سرعة إفلات لاعبي الخصم من الرقابة، وتفوقهم في التمويهات، وفي حيازة االكرات العالية، باستثناء المهاجم زنكى، الذي حصل على ضربات أخطاء قريبة من المعترك،وهي أمور تستدعي من الطاقم التقني الاشتغال المكثف. البقاء بيد الفريق لاشيء حسم، ولا شيء يبعث على التشاؤم، ما تزال تسع مقابلات أمام الفريق، والفارق بينه وبين المحتل للمركز العاشر أولمبيك مراكش، لا يتجاوز عشر نقط، كما أن منطق التلاعبات يبقى ضئيلا لأهمية المقابلات لجميع الفرق، زيادة على تخصيص منحة للفرق الخمس الأولى، والمواجهات التي ستجمع الفرق المهددة في ما بينها (شباب طاطا/ ايت ملول/ مراكش/ اسا..) الحظ العاثر قدم شباب طاطا في مقابلته الأخيرة، ضد اتحاد أزيلال، لقاء في المستوى المطلوب، عاد فيه الدفء لخط الوسط، بعودة ع. اللطيف الناصيري، إلى جوار عبد الحميد ايت بولاه، وفرض فيه شباب طاطا في الكثير من أطوار المقابلة إيقاعه، لكن غابت اللمسة الأخيرة، واستغل الفريق الأزيلالي الهفوات الدفاعية، افتتح حصة التسجيل، وعدل الكفة في وقت وجيز، هجوم الفريق، في تقديري، باستثناء عبد الإله زنكى لم يقدم ما كان منتظرا، الكثير من التمريرات انتهت في يد الحارس او في التماس. الفريق يحتاج المساندة إن الفعاليات الرياضية بإقليم طاطا مدعوة لمساندة الفريق، للخروج من شرنقة النزول للقسم الموالي، كل من موقعه، إن لم يكن ماديا فمعنويا، خصوصا الجماهير المحبة للفريق، التي افتقد الملعب البلدي بطاطا دفئها، ولي اليقين التام أن مساندة هذا الفريق، وأخص المساندة المعنوية، ستؤتي أكلها، فكما تحقق الصعود، سيتحقق البقاء، لننتقد.. لنساند.. والمكتب المسير مدعو بدوره للبحث عن سبل لتجاوز الضائقة المالية، وصرف مستحقات اللاعبين، تحفيزا لهم على العطاء لإنقاذ الفريق وإعادته لبريق موسمه الأول. ملحوظة: كتبت هذه المقالة بعد الهزيمة أمام مولودية العيون، برسم الدورة 20 1. وسوم 2. #نادي شباب طاطا