تصدرت المدينتان المحتلتان سبتة ومليلية أرقام المعدلات السنوية للولادات في إسبانيا، بعد أن تربعت مدينة سبتةالمحتلة على المرتبة الأولى على الصعيد الوطني الإسباني بمعدل ولادات ارتفع بمقدار 6.10 في المائة، متبوعة بمدينة مليلية السليبة بمعدل ارتفاع قدره 6.7 في المئة، فيما حلت منطقة جزر الخالدات في المرتبة الثالثة، مقابل تراجع معدل الولادات في الداخل الإسباني، إذ جاءت منطقة كاتالونيا مثلا، في المرتبة 11 بمعدل انخفاض قدره 0.1. إلى ذلك، أشار تقرير إعلامي إسباني بأن عدد الولادات بمستشفى مدينة مليلية المحتلة، حطم رقما قياسيا بتجاوزه تسجيل 3000 حالة ولادة خلال سنة واحدة، أغلبها تتعلق بنساء حوامل قدمن من المدن المغربية المجاورة فضلن أن يضعن مواليدهن في هذا المستشفى، في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ إنشائه قبل 25 سنة. وقال المتحد باسم معهد الصحة في مدينة مليلية، في تصريحات إعلامية، إن العدد وصل خلال سنة 2015 إلى 3001 ولادة، مشيرا إلى أن نصف النساء اللواتي وضعن داخل المستشفى، ينحدرن من المناطق المجاورة لمدينة مليلية المحتلةكالناظور وبني أنصار وفرخانة. قبل أن يعلن بأن آخر مولود في سنة 2015 كان فتاة من أبوين إسبانيين من سكان المدينة، فيما كان أول مولود في سنة 2016 فتاة من أبويين مغربيين ينحدران من مدينة الناظور. وسواء في مدينة مليليلة أو سبتة المحتلتين، فإن ظاهرة اختيار المغربيات الحوامل الوضع في مستشفيات هتين المدينتين، تنامت بشكل ملحوظ خلال الست سنوات الأخيرة، برغبة منهن أن يرى مواليدهن النور بمستشفيات المدينة المغربية المحتلة، وليست الاستفادة من الخدمات الصحية الملائمة التي توفرها هذه المستشفيات، وأيضا منح مواليدهن امتيازات أوروبية إلا من بين الدوافع التي تشجعهن على هذا الاختيار، إذ إنها تشكل فرصة "لا تعوض" قصد الحصول على عدة حقوق قانونية يوفرها القانون المدني الإسباني، وأيضا على اعتبار أنها تتناغم والقوانين الأوروبية، تماما كتلك التي تسري على المواطن الإسباني من جنسية ووثائق الإقامة. وأشار مسؤول طبي من مستشفى سبتةالمحتلة، بأن خلال الأسبوع الأول من مارس الأخير مثلا، سجل مستشفى المدينة 30 حالة ولادة، 22 منها من نساء دخلن إسبانيا بطريقة غير شرعية. ولا تمر هذه الظاهرة من دون أن تثير قلق المسؤولين الإسبان، مثيرة انتباه عدد من الجهات المعنية من نقابة الممرضين وسلطات محلية. وتحظر القوانين الأوروبية تهجير النساء الحوامل مع بداية الحمل وحتى نهاية أول سنة من عمر الطفل، كيفما كان وضعية إقامتهمن، إضافة إلى منحهن الحق في الاستفادة من بعض الخدمات الصحية في المستشفى عبر مكتب الخدمات الطبية المحلية، والتحضير للولادة مجانيا، وأيضا الولادة والعلاجات من بعض الأمراض الناتجة عن الولادة. وكانت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" قد نقلت عن نقابة الممرضين الإسبانية، أن أقسام الولادة في المستشفى المدني لمدينة سبتة تعرف اكتظاظا بسبب ارتفاع عدد الولادات المتزايد باستمرار. مضيفة بأن الأمهات يتلقين كل العناية الصحية اللازمة، ما يشجع غيرهن على الهجرة من مدن مغربية قريبة من سبتة كتطوان والمضيق على اللجوء إلى المراكز الصحية الإسبانية. وأفادت مصادر طبية من مستشفى مدينة سبتةالمحتلة، أن عددا من هؤلاء النساء يَألَحْن على وضع أولادهن في سبتة من أجل الحصول على امتيازات مدنية كمواطنين إسبانيين، وحصول أبنائهن على الجنسية، وبعد سنوات أوراق الإقامة مع إمكانية الحصول على فرصة عمل في التراب الإسباني.