تستبق جبهة البوليساريو الأحداث، مع اقتراب موعد الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها الأمين العام الأممي بان كي مون إلى منطقة النزاع في الصحراء، بعد دعوة ممثلها في إسبانيا لهذه الأخيرة بما أسماه "الدين التاريخي" لإسبانيا تجاه الشعب الصحراوي ومسؤوليتها الجسيمة في الوضع القائم في الصحراء الغربية." حسب ما نقلته وكالة أنباء جمهورية الوهم. وتسارع البوليساريو الخطوات، بعد أيام قليلة مرت على انعقاد مؤتمرها، في محاولة تسجيل "انتصارات" دبلوماسية على الصعيد الدولي، في مؤتمر فضل أن يحمل ضمن أوراقه، وصية تقول بالعودة إلى حمل السلاح. إلى ذلك، طالب ممثل البوليساريو إسبانيا بالضغط على المغرب، معتبرا أن "إسبانيا لها دور كبير في إيجاد حل للنزاع من خلال ممارسة المزيد من الضغط على المملكة المغربية." لثنيها عن تعنتها الراهن وتدفعها للانصياع لقرارات الشرعية الدولية والقبول بتقرير مصير الشعب الصحراوي ". وأعرب المسؤول الصحراوي عن "أمله في أن تتخذ الحكومة المركزية الإسبانية المقبلة موقفا أكثر ايجابية من القضية الصحراوية، ومغايرا للموقف الذي دأبت عليه الحكومات المتعاقبة" للحزب الشعبي الإسباني والحزب الاشتراكي العمالي. وتمني البوليساريو النفس، بعد تحقيق حزب "بوديموس" في إسبانيا، المتعاطف مع أطروحتها، نتائج متقدمة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، يمكن أن يكون معها ضمن تحالف حكومي مرتقب في بلد الجار الشمالي. من جهتها، تبدو الدبلوماسية المغربية، التي لازالت في موقع بدا متجمدا، أمام تحديات كبيرة أمام هذه الحملة "الشرسة، والتي تتزامن مع حكم محكمة العدل الأوروبية القاضي بفك الارتباط مع المغرب بخصوص اتفاقية التبادل الحر، ما يجعل علاقاته مع الاتحاد الأوروبي مثال استفهام، رغم أنه يقدم على خطوات هامة في مجال التعاون الأمني وانخراطه الكامل في قضية الأمن القومي الأوروبي في محاربة الإرهاب داخلها. وكانت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" قد فككت، قبل أيام، في مقال لها تراجع العلاقات الاقتصادية المغربية الأوروبية، مشيرة إلى أن المغرب، لا يشكل الآن إلا 1 بالمائة فيما يخص التبادل التجاري للاتحاد الأوروبي، رغم أن العلاقات السياسية بينهما تأخذ "حساسية خاصة" بسبب القرب الجغرافي والاتفاقيات التي تجمع الطرفين. ورغم أن مصادر دبلوماسية أوروبية قد أوردت في تصريحات لبعض وسائل الإعلام الدولية أنه إذا كان ثمة اعترافا واحدا من قبل طرف دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا بمغربية الصحراء، فإن ذلك وحده كافيا لاستبعاد مثل هذه المشاكل سواء الآن أو في المستقبل. إلا أن هذه التطمينات، لا يجب أن تنسينا بأن هناك عملا جبارا ينتظر الدبلوماسية المغربية، مع بداية السنة الحالية، خصوصا مع ارتفاع الأصوات المطالبة بتوسيع صلاحيات المينورسو، وشعارات "تقرير المصير"... مع الصعود المتتالي للأحزاب الراديكالية المساندة للطرح الانفصالي في عدد من البلدان الأوروبية، وتحقيقها لنتائج متقدمة في الانتخابات، في هولندا، وبريطانيا وغيرها، بالتوازي مع موجة انحدار الاشتراكيين والتيارات السياسية المعتدلة.