يعتبر إهمال الثروات الفكرية أحد مظاهر تخلف المجتمعات، ولعل التخلي عن الكتاب لهو السبب الرئيسي في الإنحطاط الذي يعرف مجتمعنا المغربي. كتاب كان المنير في ظلمة الجهل و الضلال، كتاب صنع أدباء ومفكرين و زعماء، كتاب حول مجتمع الأسطورة و الشعوذة إلى مجتمع الفكرة ونقدها، مجتمع الرواية و القصة، مجتمع العروي و الجابري و طه عبد الرحمان و القائمة طويلة …. هذا المجتمع ما لبث أن رجع إلى الأسطورة التي لبست ثوب الإلكترونية، أسطورة تهوى الصورة وتكره الكلمات، أسطورة جعلت من القذارة و البلادة شعارها، جعلت من المقاطع الساخرة و الهزلية و التافهة هوايتها. هذه الأسطورة أصبح كل ما يهمها هو المقاطع التي نالت أعلى نسب المشاهدة في مواقع التواصل الإجتماعي. وفي إستطلاع للرأي شارك فيه رواض مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص أزمة الإبتعاد عن الكتب. كانت النسبة كارثية بإمتياز، أغلب المتدخلين أكدو متأسفين أن زمن رفقة الكتاب قد ولى لتعوضه التكنولوجية الحديثة، فأصبحت الهواتف الذكية هي الشغل الشاغل لأبناء هذا الجيل. جدير بالذكر أنه يمكن إستعمال هذا الأخير في المطالعة وتصفح عديد الكتب بل وبأسهل الطرق. لكن للأسف تجد ذاكرة الهاتف تحوي ألاف الصور ومقاطع الفيديو و الألعاب وتفتقر لكتاب بصيغة pdf ، وحتى إن كان فكونوا متيقنين أنه يخص أمرا تافها. وعلى النفيض من ذالك، فئة أخرى تنظر للموضوع نظرة متفائل و تأكد أن رواد الكتاب لايزالون متمسكين به و يفضلون مجالسته على أصدقائهم، بل منهم من أكد أن شباب اليوم قامو بإحياء و إرجاع زمن الكتاب بمبادرات رائعة من قبل المقاهي الأدبية، معارض الكتاب، مبادرات شبابية جمعوية”اجي نقراو،يوم الكتاب،كل نهار كتاب” سؤالي نابع من رؤية سوداء لهذا الموضوع، ولعل رؤية ملاين الكب تفترش الشوارع و الأزقة زد على ذالك إغلاق مئات المكتبات وإفلاس أصحابها. يدفع الكل لوضع آلاف الأسئلة حول مستقبل الكتاب و مستقبل المبدعين الذين لايبخلون ببنياة افكارههم بل ويعطونها بثمن زهيد. خلاصة القول إن مسؤولية هذا الجيل هو رد الإعتبار للكتاب حتى بنسخته الالكترونية، ليصبح حديثنا عن ما يسمىTendances في مجال الكتب. بمعنى نتحدث عن الواية التي نالت أكبر عدد من القراء و القراءات النقدية.