تعيش بلدة كلميمة، وبالخصوص القصور التابعة لغريس العلوي، ظاهرة افتراس حيوان مجهول لماشية السكان التي يتم تربيتها في المنازل، حيث يباغتها بالهجوم عليها ليلا ويترك لها جروحا غائرة ناحية القلب. وكشف مصدر محلي لجريدة “العمق”، أن الحيوان الذي لا زالت الساكنة تجهل نوعه، افترس حوالي 100 رأس من المواشي، وتسبب في أضرار ل 12 أسرة، خلال الأيام الجارية، ومن بين المتضررين سيدة من قصر أيتكطو تم افتراس 9 رؤوس من الماشية المملوكة لها. وأفاد المصدر ذاته، أن هذه الهجمات تحدث هلعا في صفوف الساكنة، وذلك بالنظر إلى أن عُرف تقسيم الاستفادة من مياه سقي الحقول يكون في غالب الأحيان في فترة الليل، كما أن التوقيت الجديد المعتمد يحتم على التلاميذ الخروج مبكرا من منازلهم، وهو الأمر الذين يزرع الرعب في نفوسهم، كما أن نساء البلدة يبدأن عملهم في الصباح الباكر حيث يكون الظلام مخيما على المنطقة، وهو الأمر الذي يزيد من خوفهم من هذا الحيوان. رشيد الزعفران، وهو أحد أفراد أسرة متضررة من هذا الحيوان، أوضح لجريدة “العمق”، أن المواشي لا تقاوم هجمات الحيوان المفترس، كما أن الأسرة لم تسمع أي ضجيج أثناء الهجوم، حيث يكون هجوما صامتا بالليل ولا يتم اكتشاف ذلك إلا في الصباح، مرجحا أن يكون الحيوان هو “الوشق” من خلال الأثار التي يتركها على الجدران الطينية. وفي غياب أي معطيات رسمية حول هوية الحيوان المفترس، يعتقد بعض السكان أن الأمر يتعلق بكلب أو ذئب، فيما رجح آخرون أن يكون حيوان “الوشق”، حيث يحاول شبان المنطقة الإمساك به في جولات ليلية عبر نصب الفخاخ للإيقاع به، لكن بدون جدوى، كما تم استدعاء قناص متخصص من طرف السلطات. ومما يزيد من غرابة هذا الحيوان هو استهدافه لبعض القصور دون غيرها، علما أن القصور المحاذية لوادي غريس عديدة وتعتمد كلها على تربية المواشي في المنازل، ومن بين القصور المستهدفة قصر أيت يحيى وإغرغر وأيتكطو ومكمان، هذا الأخير شهد حالة استنفار امن طرف الساكنة الليلة الماضية بعد تعرض المواشي لهجوم. ورغم إحكام الساكنة إغلاق الأبواب على الحيوانات، إلا أن المهاجم المفترس يلجأ إلى حفر ثقب في سطح المنازل الطينية والذي يكون عبارة عن أعمدة خشبية فوقها قصب مصفف وبلاستيك ومغطى بالتراب لمنع تسرب مياه الأمطار، ورجح المصدر ذاته أن يكون الحيوان واحد لأنه لم يسجل لحد الآن هجوم على قصرين مختلفين في وقت واحد. الفاعل الجمعوي والحقوقي فؤاد النامي، ندد بما سماه “تقاعس المسؤولين الذين تدخل ضمن اختصاصاتهم محاربة الحيوانات والكلاب الضالة المسعورة”، مردفا بالقول: “الفلاحون يعبرون عن امتعاضهم وقلقلهم وحسرتهم على خسارة الملاكين الفقراء لأغنامهم، والتي تعتبر المورد الأساسي لعيشهم، في ظل تقاعس المسؤولين عن جبر ضررهم وتعويضهم”. وأضاف في تصريح لجريدة “العمق” بالقول: “الحيوان المفترس يظل مجهولا لحد الساعة، والساكنة التي معظمها تعتمد على الزراعة المعيشية وتربية المواشي والأغنام، تستنكر وتندد ما تتعرض له، فالأمر تخطى افتراس الأغنام وأصبح هاجسا أمنيا يخيف الساكنة خصوصا الأطفال والنساء”. مصطفى خاديري الذي فقد نعجتين حاملتين، قال في تصريح ل”العمق”، إن هذا الحيوان حاول القفز إلى داخل الحظيرة بعد عدة محاولات، والدليل الأثار التي تركها على الجدار، وبعد نجاحه في ذلك هاجم ماشيته واستهدفها جهة القلب وأكل الكبد فقط، ويبدو أنه يمتص الدماء لأنه من المفروض أن تكون هناك برك منها بعد جرح الضحايا، حسب قوله. وأضاف أن هناك من صرح برؤية الحيوان وأن لونه أصفر يميل إلى البياض، مشيرا إلى أنه عندما اكتشف الهجوم استدعى السلطات المحلية لمعاينة الحادث ووضعهم في الصورة لاتخاذ المعين قصد إيقاف نزيف الهجومات الليلية لهذا الحيوان المفترس، لافتا إلى أنه يجد الماشية في حالة يرثى لها بعد الهجوم، وأن هذا الحيوان يقوم بافتراس بعض ضحاياه بوحشية عبر بقر بطونها بعنف. من جانبه، قال حاجي إبراهيم من سكان المنطقة، إن “هذا الحيوان يجرح ضحاياه جهة القلب، حيث يكتفي بجرحها أحيانا، وفي أحيان أخرى يقوم بنزع جلد الضحية خاصة بقصر أيت يحيى”، مضيفا أن السلطات المحلية ومصلحة المياه والغابات تقوم بدورها للوصول إلى هذا الحيوان من أجل محاربته.