بعد إقرارها رسميا بالجزائر، تطالب هيئات وجمعيات من المجتمع المدني الدولة بالاعتراف الرسمي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها على غرار فاتح السنتين الهجرية والميلادية، منتقدة تعثر هذا الحلم الذي طال انتظاره. وفي هذا الصدد، قال رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، بوبكر أونغير “نحن كأمازيع نعتبر مطلب الاحتفال بالسنة الأمازيغية، ومطالبة الدولة والحكومة المغربيتين باعتماد رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية “مطلبا متشددا”، مستغربا لتعثر إنجاز هذا المطلب. مطلب منطقي وأضاف أونغير في تصريح لجريدة “العمق” أن هذا المطلب منطقي ومعقول باعتبار أن ينسجم مع المقتضيات الدستور الجديد للمملكة، قائلا “إن دستور سنة 2011 يعترف بالبعد الأمازيغي وباللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية”. ورأى الفاعل الأمازيغي أن جميع المعطيات التاريخية والثقافية والحضارية تجعل الاستجابة لهذا المطلب “استجابة موضوعية وإنصافا لشريحة مهمة من الشرائح المكونة للمجتمع المغربي، خصوصا أن الأمازيغ هم الشعب الأصلي لشمال إفريقيا وللمغرب”. وشدد الناشط الحقوقي على ضرورة الاستجابة لهذا المطلب، قائلا “فمن المنطقي ومن المعقول وهذا مطلب مشروع باعتبار أن هناك سنة هجرية وميلادية يتم الاحتفال بها، كما أن هناك مجموعة من الشعوب في العالم تحتفل ببداية سنتها”. مقتضى للدسترة وأكد رئيس جمعية سوس العالمة، المختار مربو، أن إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وكعطلة رسمية مؤدى عنها في المغرب هو مطلب طبيعي بعد دسترة الأمازيغية، واعتراف دستور 2011 بالمكون الأمازيغي كمكون من مكونات الهوية. وأضاف الفاعل المدني في تصريح لجريدة “العمق”، أن الدسترة تقتضي أن من حق فئة كبيرة وعريضة من ساكنة هذا البلد أن تحيي بشكل رسمي بداية السنة الأمازيغية، موضحا أن مطلب جمعيته للحكومة بإقرار يوم 13 يناير من كل سنة للاحتفاء تعزز مع دستور 2011. ورأى الفاعل في المجال الأمازيغي أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية أصبح يتسع ويمتد داخل الأسر المغربية التي لم تكن تحتفل به، قائلا “إن كل هذه مبررات معقولة، ومطلوب أن تكون كافية لجعل يوم 13 يناير للاحتفال الرسمي وعطلة رسمية مؤدى عنها”. واعتبر كاتب عام الرابطة المغربية للأمازيغية، جمال بخوش، أن إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة رسمية إذا جاء ضمن خدمة القضية الأمازيغية في شمليتها فهو مرحب به، موضحا أن جميع المغاربة يحتفلون بها دون أن تقتصر فقط على الأمازيغ. الاعتبار للأمازيغية وطالب بخوش بإعادة الاعتبار للقضية الأمازيغية في شموليتها، وبإعادة الاعتبار للإنسان الأمازيغي من خلال الاعتراف باللغة الأمازيغية وترسيمها، كما هو الشأن بالنسبة للغة العربية، موضحا الإنسان الأمازيغي لازال يعاني مع الإدارة بسبب عدم تفعيل الأمازيغية. وشدد الفاعل المدني على أن المعركة لا يجب أن تقتصر على نقطة اعتبرها جزئية وهي إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وكعطلة رسمية مؤدى عنها، وإنما السعي إلى كسب المعركة الكبرى وهي القضية الأمازيغية في شموليتها. ويظل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية رغم عدم ترسيمه عادة تشمل المغرب وشمال إفريقيا بشكل كبير. ويحتفل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة وطنية بالمناسبة إلى جانب الأسر ومكونات الحركة الأمازيغية.