ما يعيبه النقابيون على السياسيين و ما يغضبهم ...أنهم لا يستشاروا و لا يعتمد رأيهم و خبرتهم و معرفتهم الدقيقة بالواقع ..... فحين يمدح السيد بنكيران وزيره في الصحة مدحا مطلقا فهو يمارس السياسة دون فرامل و بلا مقدمات ، و ذاك شأنه لا أحد له الحق في التدخل ... لكن لو رجع و تريث قليلا و تذكر أن له فعلا شراكة (وليس وصاية) مع نقابة إسمها الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب لطلب على الأقل رأي و مشورة الجامعة الوطنية لقطاع الصحة التابعة للإتحاد قبل إصدار الأحكام المطلقة .... يكفي السيد بنكيران أن يعلم أن نقابتنا غير راضية تماما عن تسيير و تدبير السيد الوزير للقطاع كونهم أبناء الدار و يعرفون شعاب و دروب و دهاليز مكة ، و سأعرض بالمناسبة بعضا من كل و غيضا من فيض. ... يكفي السيد بنكيران أن يعلم أن السيد الوزير يُمكّن لذويه و قبيلته السياسية في مناصب المسؤولية كما فعلت ياسمينة بادو ذات يوم و كما يفعل الوزراء مع أبناء أحزابهم في جميع الوزارات ، و ما صعود السيد الفكاك من لا شيء إلى مدير ديوان إلى رئيس مؤسسة إجتماعية كبيرة ناضلنا طويلا لإخراجها و بأجرة سمينة و هو الذي مكن بدوره لأصدقائه و أكرمهم بمناصب وبأجور لم يكونوا يوما يحلمون بها ، هذه المؤسسة التي لازالت إلى يومنا لم تقدم جرد الحساب عن الأموال التي بددتها و التي لم يستطع أعضاء اللجنة المديرية المصادقة على تقريرها المالي لسنة 2014 وما قبلها، لغموض التفاصيل و نحن في النقابة لا نعترض عليه كشخص (نحترمه) و لكن نعترض عن الغموض و الشبهات وتبديد أموال المؤسسة و نعترض عن التماطل و عدم سرعة استفادة موظفي القطاع من الخدمات كغيرهم في قطاعات أخرى و نعترض عن التمكين للون حزبي واحد في المسؤوليات... يكفي السيد بنكيران أن يعلم أيضا أن السيد الوزير ماض دون حياء أو تردد في إهانة و احتقار فئات الممرضين و المتصرفين و المساعدين الطبيين (و فيهم دكاترة و حاملي ماستر و شواهد عليا ) ، و إهانة باقي الفئات الأخرى مقابل الكرم و الجود على فئة ينتمي هو إليها علما أن هذا التمييز وصل حدّا مفضوحا لا يطاق مما يندر بتمرّد خطير من طرف موظفي القطاع المتضررين و يخلق الحزازات و العداوة بين الإخوة التي تجمعهم الوزرة البيضاء .. فلا يعقل أن يبقى التمييز مثلا في التعويض عن الأخطار و كأن هاته الأخطار و الجراثيم و الفيروسات تميز بين المناصب والدرجات و الفئات إضافة إلى التمييز المفضوح في امتحانات الكفاءة المهنية و ملفات أخرى إن أذن لنا السيد بنكيران و فتح لنا سمعه و عقله يوما سنخبره بها و بالأرقام و الوثائق و الحجج ... يكفي السيد بنكيران أن يعلم أن السيد وزير الصحة لم تأخذه النفس كما أخذت زميله الوفا من قبل و بلمختار في التعليم حيث لازالت تصدر الإعلانات عن الامتحانات للترقية بالشواهد العليا و قد استفاد الآلاف في حين أن بعض العشرات فقط من موظفي الصحة ظلوا كالأيتام يوم العيد ينظرون إلى ما في أيدي زملائهم في التعليم و العدل من ملابس جديدة و حلويات تقطر عسلا و قد استفادوا من الترقية في تمييز مفضوح بين الوزارات ... يكفي السيد بنكيران أن يعرف أن موظفي الصحة من أطباء و قابلات و ممرضين يعيشون يوميا الرعب من جراء الاعتداءات و الوقوف في المحاكم لغياب قوانين تحميهم و تحمي ممارسة مهنهم جعلت منهم أكباش فداء لسياسات هزيلة و خاطئة و فاشلة ... يكفي السيد بنكيران معرفته أن السيد الوزير يعلم و يعرف أن الطبيب المسكين كان عاما أو اختصاصيا كما الممرضين و الممرضات أيضا يفرض عليهم التجوال في الصحاري و الجبال كونهم أبناء و بنات فلاح ضعيف أو موظف بسيط أو فقير ليس له إلا الله ، بينما بعض أبناء و بنات الكبار يتكدسون قرب بابا و ماما في كبريات المدن دون تعب بعيدا عن حر الصحراء و برد الجبال و الانتقال يتم عبر الهواتف و التوصيات في حين تشتكي الوزارة من نقص في الموارد البشرية بينما الحقيقة هناك نقص في المعقول ( رحم الله عبد الله بها ) ... الإختلالات كثيرة و لا حصر لها و تعامل وزير الصحة معها انتقائي .. حيث لا يهمه منها و لا يركز إلا على الأمور السطحية التي ترفع رصيده الإعلامي و السياسي و تجلب له مدح السيد بنكيران المطلق ، أما الأمور الجوهرية و الملفات الحقيقية التي إن علم بها بنكيران سيكون له رأي آخر فهي مخبئة في صندوق أسود لا يعلم به إلا الموظف المحكور و المواطن المقهور... لكن المشكلة هو أن بنكيران للأسف لا يسمع إلا بأذن واحدة و لا يرى إلا بعين واحدة ، أما ذراعه النقابي الذي نتّهم به دائما ظلما و عدوانا فهو مشلول لا يستعمله إلا ليؤشر به عن قبول خطة إصلاح التقاعد التي تحتاج وقفة تأمل . أملنا كبير في القيادة الجديدة للإتحاد الوطني أن يحرك سفينة الصحة نحو الصحيح و أملنا أيضا أن ينزل السيد بنكيران من برج البرلمان و الحكومة إلى المستشفيات والمراكز والمؤسسات الصحية و يسأل الموظفين (الجدار الأول للضربات) عن الحقائق و يسأل المواطنين عن جودة الخدمات ... أما المستشفى المتنقل و تجهيزات المليار درهم و بويا عمر و و و... وصناعة أو تخفيض الدواء على قدر أهميتها تبقى رمادا في الهواء. في الأخير لا أريد و لا يليق بي تقديرا و احتراما لأخينا السيد بنكيران أن أستعير عبارة " أحثوا في وجه المداحين التراب " المذكور في باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط ، وخيف منه فتنة على الممدوح ، و لكن نيابة عن جميع الموظفين في قطاع الصحة بكل فئاتهم أقول للسيد بنكيران : يا مادح الوزير تمهّل ≠ الواقع مرّ فتفحّص و تأمّل .