إلى مكونات نادي الرشاد البرحيلي لكرة القدم، لم أُقرِّر الغوص في مراسلتكم إلاَّ والصَّبر قد نفَذَ، وشُحُنات السُّخط والامتعاض قد بلغت مَدَاها، ليْس من زاويتي فقط، كإعلامي يسيئه أن يُعاني ويئِنَّ فريقٌ مدينته من قيمة ووزن نادي الرشاد البرحيلي لكرة القدم، وإنَّما كذلك من مُنطلق استِنْفاذ الجماهير البرحيلية العاشقة للمستديرة، لكافة وسائل التّعبير، وهي التّي أدْمَنت حناجِرُها أن تصدح مُندِّدةً، وشاجبةً، ومُستنكرة نتائج فريقها “الرشاد” ببطولة القسم الشرفي الممتاز بعصبة سوس لكرة القدم. هالَني وأنا أشاهد لقاء يوم أمس، كيف تفاعلتم مع نتيجة المباراة بنزعة النشوة، كأن التعادل يعْبُر بكم إلى أفق الارتواء وقمة العنفوان، وانتم في جعبتكم نقطة يتيمة من أصل 5 مباراة لم يتنفس فيها النادي الصعداء مستمر في التهاوي وفصول التيه المستمر والذي يستدعي وضع أكثر من علامات استفهام. بدل أن تتحلَّى مكونات النادي، أطرا ومسيرين بالشجاعة، ويُحمِّلوا نفسهم مسؤولية التعادل “المخيب” أمام أجاكس تارودانت، مضت تهوي بسياط السخط والمضايقات دون أن يرِفَّ لهم جفن، على شخصي كإعلامي شابٍ يُراكم التجربة ويتلمَّس مسار المتابعة الاعلامية التي يفرضها عليه الضمير المهني وخلق اعلامي، ويؤاخده على كتابته النقدية التي لن تزيد للنادي سوى اضافة وتنبيه. وفي الوقت الذي تشحذ فيه الفرق الرياضية من هِمم لاعبيها واتباع سراط مستقيم في التسيير ذو قوام صحيح. واقع النادي، وعدم النضج الفكري الذي تشكوه فئة كبيرة من الأنصار والمتتبعين، لا يمكن إلا أن تصطدم بهذه السلوكات، التي وجب تجاوزها للقطع مع مايمر منه النادي من ضيْقٍ الأزمة، وغيابٍ للرؤية لدى المسيرين، وما إلى ذلك من مظاهر وتجلّيات لا تُنذِرُ بمستقبلٍ مُشرق للكتيبة الكروية البرحيلية، لكنّكم للاسف انجررتم في متاهات ضيقة. لا أدري إنْ كانت هذه العبارات ستَبْلُغكم، وستتناهى إليكم، فهي في آخر المطاف ليست سوى تجسيد لما يعتمل وتجيش به مشاعر غيور كما إدعى ذلك غالبية رجالات ناديكم. هي كلمات وآراء تنبيهية قد يحتمل جزءٌ منها الصّواب والخطأ، غير أنها تنطوي على ما يمكن به أن تُرمِّم منهجيتكم، وتُقوِّمَ نمط اشتغالكم، قبل فوات الآوان، وقبل انتهاء موسم الرشاد البرحيلي مبكراً فسيصبح أهل الحل والعقد في النادي والاخدين بزمام أموره في دفة النعث والمسؤولية .