انطلق مساء اليوم بمدينة تطوان، الملتقى الوطني الأول للشباب تحت شعار: “الشباب المغربي والنموذج التنموي الجديد”، بمشاركة فاعلين سياسيين وأكاديميين واقتصاديين وطلبة باحثين في مختلف التخصصات، إضافة إلى فعاليات المجتمع المدني، وذلك بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالمدينة ذاتها. الملتقى تنظمه كل من المؤسسة المتوسطية للتعاون والتنمية ومؤسسة “كونراد اديناور” الألمانية، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وجامعة عبد المالك السعدي وجماعة تطوان وجماعة مرتيل والمجلس الإقليمي لتطوان، إضافة إلى غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، والوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات بتطوان، وشركة “أمانديس”. رئيس جامعة عبد المالك السعدي قال في كلمة ألقاها عنه نائبه، إن عدد طلبة هذه الجامعة يفوق 100 ألف خلال الموسم الحالي، كلهم تقريبا شباب، مشددا على أن الجامعة مفروض عليها بالدرجة الأولى أن تهتم بالشباب، خاصة بإدماج الطالب عبر تكويناتها من أجل التلاؤم مع حاجيات الشغل، حسب قوله. وأوضح المتحدث أن الشباب المُكوَّن يعطي للمجتمه حصانة، داعيا إلى بلورة هذه الحصانة من أجل إدماجٍ سلسل بعد التخرج من الجامعة، لافتا إلى أن جامعة عبد المالك السعدي تستعد لدراسة مشروع بعنوان “الجامعة للجميع” هدفه منح التكوين للجميع، خاصة وأن عدد سكان جهة طنجةتطوانالحسيمة يبلغ 3.5 مليون نسمة، %40 منهم شباب، وفق أرقام رسمية. المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، أوضح أن مثل هذه اللقاءات هي الكفيلة بتجاوز الإكراهات التي تعيق الشباب، مشددا على أن المدخل الرئيسي للتفاعل والتجاوب مع قضايا الشباب، هو خلق فضاءات للتبادل والتشاور والإنصات للشباب، “لأننا في كثير من الأحيان نتخذ قرارات في غياب إشراك الشباب”. وأضاف قائلا: “لم نعد نتحدث عن السياسات العمومية للشباب في كل قطاع، بل نتحدث اليوم عن السياسة المندمجة للشباب باستحضار قضاياهم الأساسية الأربعة، وهي الصحة والتعليم والتشغيل والانفتاح من خلال برامج ثقافية ترفيهية رياضية، وعمق هذه السياسة هي الالتقائية بين القطاعات العمومية”. ويهدف الملتقى، حسب المنظمين، إلى “تسليط الضوء على الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030 التي أعدتها وزارة الشباب، ومناقشة قضايا تؤرق بال الشباب المغربي، وفي مقدمتها ملاءمة التكوين لمتطلبات سوق الشغل، وآفاق إشراك الشباب في العمل السياسي، وغيرهما من القضايا الآنية”. واعتبرت الجهة المنظمة أن استراتيجية 2015-2030، “تشكل مدخلا نحو تثمين ولوح الشباب إلى مواطنة كاملة وفعالة، لما يقضي إلى تغيير سلوكهم ومواقفهم قصد الارتقاء بمقاربة قضايا مجتمعهم”، وذلك “انسجاما مع التوجهات الملكية الداعية إلى القيام بثورة جديدة على مستوى تبني نموذج تنموي جديد”. نائبة رئيس الجماعة الحضرية لتطوان أمينة بنعبد الوهاب، قالت إن هذا الملتقى يشكل فرصة للإنصات للشباب ومناقشة القضايا التي تهمهم، وإبراز دورهم في تتبع السياسات العمومية، “ونراهن على الشباب في كسب رهانات المستقبل لأنهم عنصر فاعل في أي تحول ديمقراطي سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي”. وأوضحت المتحدثة أن جماعة تطوان “كانت سباقة في مواكبة الشباب وإدماجهم في النقاش العمومي، وذلك عن طريق المجلس الجماعي للشباب، فيما شمل مخطط الجماعة عدة برامج تهم الشباب، على رأسها برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي للشباب، وحكامة مرافق القرب، وبرامج رياضية ترسخ روح المواطنة وقيم التسامح”، وفق تعبيرها. رئيس جماعة مرتيل هشام بوعنان، اعتبر أنه “رغم كل الإكراهات والصعاب التي يواجهها الشباب والتي تتخذ أحيانا أشكالا مأساوية كالهجرة السرية، فإن المغرب يزخر بالإمكانيات والأوراش الكبرى التي يمكن في حال استثمارها من أجل الشباب، من أن تحقيق الغايات المرجوة”. وتابع قوله في كلمته خلال الملتقى، أن عدم التحكم في سياسة الإصلاحات يهدد المسار التنموي بالمغرب، داعيا إلى تقوية الاقتصاد الوطني وهيكلة الاقتصاد غير المهيكل ومحاربة الإقصاء والتغلب على الفقر وتطوير العالم القروي من أجل دعم الشباب، على حد قوله. نائب رئيس الجمعية الوطنية لرؤساء الجماعات الترابية بالمغرب، شدد في كلمته على أن هذا الملتقى “له أهمية كبرى لأنه يرتكز على البعد التنموي الجديد”، مردفا بالقول: “الملك يناضل في كل الواجهات ليتبوأ شعبه الصدارة، ونحن نستنجد بخطب الملك من أجل الاهتمام بالشباب، ونريد عملا جماعيا يمكن أن يعطي للشباب تفويضا مطلقا يكرس مغزى الديمقراطية”. نائبة رئيس المجلس الإقليمي لتطوان، دعت السلطات إلى وضع صيغ وآليات لمساعدة الشباب على الاندماج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الظروف المواتية لصقل مواهبهم الإبداعية، معتبرة أن المغرب شهد تطورا لكنه لم يشمل فئة الشباب، مشددة على ضرورة تفعيل المجلس الاستشاري للشباب. من جهته، قال نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان عبد اللطيف أفيلال، إنه “ومع الأسف، لا تعطى الفرص للشباب خاصة في الانتخابات إلا عبر نظام الكوطا، كذلك في رئاسات الأحزاب والمناصب، وذلك بمبرر عدم وجود تجربة”، داعيا الشباب إلى البحث عن الفرص التي توفرها الدولة وعدم ترك الكرسي الفارغة لكي لا يستغلها آخرون، حسب قوله. وأضاف في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن غرفة التجارة لديها برامج لدعم الشباب عبر إنشاء مدرسة عليا للتجارة قصد تكوين الشباب، فيما سيتم خلال يناير المقبل فتح حاضنة للشباب من حاملي المقاولات، على حد تعبيره. ممثل مؤسسة “كونراد اديناور” الألمانية، قال خلال الافتتاح: “أتمنى ألا يكون الملتقى كباقي المؤتمرات التي لا تنتج إلا الكلام فقط، وأن يخرج هذا اللقاء بتوصيات عملية لصالح الشباب”، فيما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان ناصر اللنجري، على أن المغرب يملك آلاف الإبداعات الشبابية، مطالبا بإخراج هذه الإبدعات عبر توصيات عملية من هذا الملتقى. يُشار إلى أن الملتقى الوطني الأول للشباب، المنظم يومي 14 و15 دجنبر، سيعرف عروضا وموائد مستديرة حول مواضيع مرتبطة بالشباب وسبل التمكين لهم، وذلك بتأطير من مسؤولين وفعاليات سياسية ومؤسساتية ومدنية.