دعوة الى تفعيل أمين لقانون مناهضة العنف ضد النساء.. وهو إهداء الى كل اخت منكسرة ومعنفة في عمق جغرافية هذا الوطن الغالي. كثيرة هي دوائر الجهل التي تشم (من الوشم )حياتنا اليومية بالكره ، وتعرقل مسيرة صفوها بالألم والإهانة ،باسم الرجولة تارة والفحولة تارة أخرى…. دوائر جهل شتى ، نحتاج في فك شفرتها لنزر من الجرأة ، وغير قليل من الزجر ، وغلالة من القيم الروحية التي بدأت تتلاشى في مجتمعنا بشكل لافت جدا (العدل ، حسن المعاملة ، الرفق ، الرضى بالقضاء والقدر… ) وجرعات من الوعي بحقيقة الامور ، بالأصل في الأشياء ، بعواقب العنف بكل اصنافه في مجتمع ذكوري بامتياز. دوائر جهل ، قد تبعث على الضحك المر أحيانا ، كما قد تبعث على البكاء والحسرة والغضب والجنون أخرى ، ومن ثمة، لتؤثت لمشاهد بؤس حقيقية ….بطلاها في معظم الأحيان : أنثى منكسرة لا حول لها ولاقوة …، وذكر متغطرس ، (ضاصر )بلغتنا الدارجة يثور لأتفه الأسباب ويتحجج كالطفل المدلل باسم الرجولة و العادات و القوامة …ولسنا نعدم الأدلة على صدق القول ، لان عودة ثابتة لحياتنا اليومية وعبرها لأخبار صحفنا ومواقعنا الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ،،،،وزيارة خاطفة لمراكز الاستماع المنتشرة في ربوع وطننا الغالي ، والتي تشرف عليها جمعيات المجتمع المدني بحرفية ومسؤولية ….(تحية عالية لها من هذا المنبر الخاص) ، ووقفة متأنية امام محاكم الأسرة ،،، فضلا عن ابحاث جادة في ظاهرة العنف حيال المرأة بكل قبعاتها :الام والأخت والفتاة والعاملة والأجيرة …وبمختلف مستوياتها الثقافية ووظائفها (مديرة. ام مهندسة ام طبيبة …)تشي بهذا المشهد ، وتفضح المسكوت عنه خلف الابواب الموصدة للبيوت المفزوعة …)والأصل ان تكون بيوتا آمنة لأهلها ….وان تكون جيرة حسنة كما اوصى بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم. وبالجملة ، كثيرة هي السيناريوهات المبكية التي تكتبها على مضض ، وبمداد الألم والدم والهزال بنات حواء في مغرب القمر الصناعي والقطار الفائق السرعة ….مغرب الكوطا ….مغرب السعي نحو المناصفة ،وكثيرة هي ادوار البطولة التي يلعبها أبناء آدم في زمن الأنوثة المغتصبة الأنوثة المتحرش بها قصدا لا عفوا ، الأنوثة التي أسيل المداد الكثير تعليقا وتقزيما وتهريجا بها …كونها انحازت الى (الصفارة )كشكل احتجاجي تنقلب فيه عن عادات “الحشومة” و”السكوت” و ” امتصاص الكلام النابي والحاط من كرامتها ” و ” التطبيع مع كل مايهينها ” بدعوى انها الانثى …أليس الاصل والمندوب في الأنثى التي أحسن أهلها تربيتها : ان تسكت !؟ ان لا ترفع صوتها ؟ ان لا تقطب جبينها في وجه من يكلمها ؟! يا الله ! مابالنا الى اي منطق نحتكم ؟ لمنطق تقليم الأظافر و منطق السمع والطاعة، وما ينبجس منه من معاني الخضوع والخنوع والسكوت ؟!! حتى اذا ما انتقلت المسكينة الى عش الزوجية ، و ابتليت ببعل عنيف الطبع ، شحيح في خصال المودة والرحمة واللين ، كبير الثقة في نفسه المهزومة ،……تفنن في وصم جسدها ووجهها بالكدمات الزرقاء والسوداء بسبب او بدونه ….فتارة لخلفتها الأنثوية (لم تلد ذكرا )، مما يحيلها الى حالة فزع مطرد تنط الحكرة من عينيها مع تلك (الكدمات)، إما خوفا من الضرة المرتقبة ، أو ومن ورقة الطلاق وما رافقه من دوامة الظلم و التملص من النفقة ، والتشرد ، أو من رفض الأهل لها ….ونظرة المجتمع الدونية لها كامرأة مطلقة، من العيب مرافقتها ومصادقتها ومن الصعب تشغيلها … لاسيما بمغرب الهوامش والقرى . حتى اذا ما تجاوزنا هذا المثال المهين ، طالعتنا أمثلة لنساء ، أخرجن من ديارهن عنوة بحجة الميراث ، من قبل أهل الزوج المرحوم ….وأخريات لم تأبهن بتعليمات الطبيب المختص ، ففارقن الحياة وهن تضعن مواليدهن الذكور بعد سنوات انتظار مرة ، بعد أن جربن وصفات غريبة بأعشاب نادرة تارة، و تمائم هي اقرب الى الشعودة منها الى التطبيب. وهناك اخريات تتقدمهن السلاليات …حيث يرفل اخوتهن في نعيم الاراضي والضيعات وخيرات الغلات ….بينما تتحسرن وأسرهن الصغيرة على قسمة جائرة ما أنزل بها المولى من سلطان ….والأنكى من هذه الحسرة انها كلما طالبت إخوتها بنصيب- تسد به رمق حاجاتها وأطفالها- هو فتات ليس إلا…..انهالوا عليها ضربا وركلا وصبوا جام غضبهم عليها وهي المتطاولة الطماعة ….. اما المتزوجات القاصرات، فحدث عن معاناتهن ولا حرج !اجساد رطبة هزيلة عاقت الاقدار دراستهن واحاطتهن بسياج جهل مركب ، جهل أسر معوزة ترى في تزويجها فكاكا من تكاليف حياة قاسية من جهة ، بينما ترى فيها اسرة الزوج أمة (من الإيماء) في زمن نخاسة أسود …..الكل يتحكم في رقبتها مقابل كسرة خبز …بدءا بالزوج مرورا بإخوته وصولا الى الحماة المؤدبة . لتبقى الحلقة الأشد ايلاما في مسلسل هذه النخاسة ، رفض الزوج المتصابي لها بعد معاشرة لا تزيد عن سنة …. فمن اين ياتي بالنضج من لا يمتلكه ؟! هي بعض امثلة من واقع معيش بتلاوين قاتمة لولا ان الوقت لكل حبر غلاب ، لوقفت عندها أنشرها واطويها في صفحات سوداء وحارقة … ولكن حسبي انني أكتفي بالإشارة ، إذ يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. قلت ، هي بعض امثلة تعلن فيها بنات حواء أنهن المسالمات ، وتمددن الغصن الأخضر مرغمات ، كي يحرقه _ عن جهل أو قصد _ بعض ابناء آدم ، تحت ذريعة الفحولة والرجولة وامتداد النسل والحفاظ على النسب والكنية …..الى غيرها من المعاني التي تبعث على الغثيان ، والشفقة و الغضب ، بضع مشاعر متناقضة ازاء واقع لا يطبع معه ذو لب ولا يستسيغه إنسان متزن. والى ان يستفيق المجتمع الذكوري من أخذة العجب هذه ، ويعي انه لولا أمه حواء ماكان له مع الأنام لقاء ، ويعود إلى حدود ربه في تقدير بناتها والإحسان إليهن بمعروف او تسريح بمعروف ، والتأسي بأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم في معاملتهن :” رفقا بالقوارير ” ، و يتوافق حكماؤه وذوو القرار فيه على أن “الزجر ” وحسن تفعيل آلياته …. هو الكفيل برد غطرسة الذكور وردعهم عن استئسادهم الأرعن على بنات حواء ، سأعزف على ايقاع آمال كل منكسرة -في هذا الوطن – في غد أفضل تتفتح له ماساريرها : إذا حزت الفخار فلاتبال بنقص في الجبلة او كمال فما التأنيث في اسم الشمس نقص ولا التذكير فخر للهلال