يعيش معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، على صفيح ساخن، بعد أن دخل طلبته في إضراب عام يشمل كل الأنشطة البيداغوجية، واعتصام مفتوح بساحة الإدارة، للتنديد بما أسموه ب”الأوضاع الكارثية التي يعيشها المعهد”، و”تماطل” الإدارة في التعامل مع حريق نشب بجناح الطالبات بداخلية المعهد. مصدر من المحتجين، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الإضراب المفتوح الذي يخوضه طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، راجع ل”تماطل” الإدارة في إصلاح أسلاك كهربائية متآكلة بجناح الطالبات بالداخلية، بالرغم من أنها تلقت إنذارا قبل 3 أيام بخطورة الأمر، ما أدى إلى نشوب حريق في الساعات الأولى من صباح الأحد. وأضاف المصدر ذاته، أن “الإدارة بدل أن تتحمل المسؤولية اتهمت الطلبة بافتعال الحريق”، مشيرا إلى أن “الطلبة حاولوا التدخل لإخماد الحريق غير أنهم فوجؤوا بعدم وجود معدات إطفاء الحرائق بالداخلية”، لافتا إلى أن “الحريق كاد يتسبب في كارثة حيث اختنقت عدد من الطالبات وحاولت إحداهن القفز من الطابق الثالث هروبا من النيران”. وبحسب بلاغ عن مكتب الطلبة بالمعهد، توصلت به جريدة “العمق”، فإن الحريق نشب إثر دارة قصيرة وذلك مع علم الإدارة بأوضاع الأسلاك المتآكلة وبوجود تسربات مائية بالقرب من الدارات، أي قابلية الاشتعال في أي لحظة، بالإضافة إلى غياب صهيرات رئيسية وفرعية، وأجهزة إطفاء الحرائق وكذا مشكل منافذ الإغاثة المعلقة منذ عهد من الزمن. وأردف البلاغ إلى أن “هذا الأمر أدى إلى نشوب هلع في صفوف الطالبات ونفورهن من الغرف متجهات إلى الساحة متفاديات اللهب، ولم يطفئ الحريق سوى طلبة تطوعوا فضلا لذلك في عدم اكثرات المسؤولين عن الداخلية”، مشيرا إلى أنه “لم يشهد وصول سيارات الأمن والإطفاء سوى بعد نصف ساعة عن حادثة”. وبحسب مكتب طلبة المعهد، فقد حضر على الساعة السابعة صباحا المدير العام للمعهد ورئيس مصلحة اللوجيستيك، حيث أقر هذا الأخير استمرار الخطر بالداخلية، وإمكانية نشوب حرائق جديدة، حيث لم تعمد الإدارة إلى اتخاذ أي تدابير عملية، مضيفا أن “هذه الأحداث الأخيرة التي يمر بها المعهد وبعد عقد الطلبة لتجمع عام، تم اتخاذ قرار الدخول في إضراب عام يشمل كل الأنشطة البيداغوجية، والاعتصام بساحة الإدارة”. وتلا هذا، يضيف المصدر ذاته، دخول مكتب الطلبة في اجتماع والإدارة في شخص المدير العام، الكاتب العام، رئيس مصلحة اللوجيستيك والمقتصد ليخلص الاجتماع لرفض توقيع الإدارة لأي محضر، لافتا إلى أنه “على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال توجه الطلبة لساحة الإدارة لبدء شكلهم النضالي إلا أنهم وجهوا بعد خروج عدد منهم إلى تلفيق اتهامات كاذبة كون الطلبة هم المسؤولون عن هذا الحريق، وبدل أن تعمد الإدارة إلى إيجاد، أغلقت الأبواب محتجزة باقي الطلبة داخل أسوار الداخلية”.