خمسة، هي عدد الأيام الذي مرت فيها أشغال مؤتمر قمة المدن الإفريقية الذي احتضنها المغرب بمدينة مراكش، بأزيد من 160 جلسة علمية في إطار الموضوع العام للقمة حول «دور الجماعات الترابية لإفريقيا في الانتقال نحو مدن ومناطق ترابية مستدامة»، خاصة مواضيع الهجرة والمناخ والتخطيط الحضري والوصول لمدن إفريقية بدون أطفال الشوارع. القمة المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للمرة الثانية بالمغرب، سعي فيها إلى تحقيق كل النجاحات من أجل إفريقيا الطامحة إلى كل الانتقالات، حيث أكدت فيها جمعية رؤساء المجالس الجماعية بشكل لا رجعة فيه على أنها ستكون بمثابة صوت المناطق الترابية لإفريقيا. في هذا الصدد يقول رئيس جمعية رؤساء المجالس الجماعية محمد بودرة في لبيان الختامي للقمة “نحن اليوم في منعطف: قَدَر المغرب وإفريقيا قدَر مشترك، وعلى المدن والأقاليم أن تؤكد ذاتها باعتبارها قادرة على تقديم حلول ومهندسين لمسلسل الانتقال”. وأضاف بودرة “إن مدن وأقاليم إفريقيا أراض للعمل، وأراض للتجديد، وأراض متضامنة، من خلال تعبئتها غير المسبوقة خلال هذه الدورة، اتضح أنها مستعدة لرفع التحديات وإشراك إداراتها ومهارتها، والمشاركة على كافة الأصعدة وفي كل قطاعات العمل، لضمان قدرة السكان على مقاومة الضغط وتحقيق اندماج جهوي قادر على توفير توزيع فعلي وتضامني ومستدام للثروات”. من جهته أكد الأمين العام للمدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا جون- بّْيير إلونغمْباسِّي، أن “قمة المدن الإفريقية مكنت الجماعات الترابية من إسماع صوتها. وبفضل هذا الاعتراف تتقدم الفكرة القائلة بأن إفريقيا المحلية ستغير إفريقيا”. مدن إفريقية بدون أطفال شوارع هذا وتميَّز حفل اختتام “قمة أفريستي” الثامنة بقراءة الرسالة الملكية من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم التي أعطت، بهذه المناسبة، الانطلاقة الرسمية للحملة الإفريقية “مدن إفريقية خالية من أطفال مرغمين على العيش في الشوارع”. وحظيت هذه المبادرة التي قامت بها شبكة النساء المنتَخَبات المحليات لإفريقيا، لجنة المساواة بين النوعين، بدعم من المرصد الوطني لحقوق الطفل بالمغرب، وقد انخرطت 20 مدينة من إفريقيا في هذه الحملة، من بينها مدينة الرباط التي ستقوم بدور مدينة رائدة للحملة بالمغرب. الهجرة وذكَّر اليوم الخاص بالهجرة خلال أشغال قمة “مدن إفريقيا” دور السلطات المحلية والإقليمية في تدبير الهجرة؛ كما ذكَّر بالضرورة القصوى لأن نجعل منها أطرافا مشاركة في التفاوض بخصوص “الميثاق العالمي حول الهجرة” الذي سوف يُبرم عند انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة حول الهجرة المتوقع انعقاده بمراكش من 8 إلى 11 دجنبر 2018. المناخ أما بخصوص موضوع المناخ فقد نبهت أشغال القمة المنعقدة بمراكش على الطابع الاستعجالي لإشراك الجماعات الترابية في تفعيل المساهمات المحددة على المستوى الوطني، تطبيقا لاتفاق باريس حول التغيرات المناخية، بل وللتفكير في المساهمات المحددة على المستوى المحلي، إذا كان يتوجب على الجماعات الترابية، وهو أمر مرغوب فيه، أن تشارك في الرفع من طموحات اتفاق باريس الهادفة إلى الحد من ارتفاع حرارة كوكب الأرض في 1,5 درجة مئوية من الآن وإلى نهاية القرن مقارنة مع الفترة السابقة على الثورة الصناعية. التخطيط الحضري كما تم التأكيد على التخطيط الحضري كأداة أساسية للانتقال نحو مدن ومناطق ترابية مستدامة والتذكير بأهمية إحداث وكالات حضرية لتتبع دينامية التعمير ووضع إطار للحوار بين كل الفاعلين من أجل تخصيص الفضاء الحضري وقواعد استعماله، مع احترام الإكراهات الإيكولوجية. في هذا المجال تم التوقيع على ثمان اتفاقيات شراكة بين 14 مدينة إفريقية من المغرب ومن الكوت ديفوار والبينين والسينغال وأوغاندا وتونس والكامرون بدعم تقني من جمعية الوكالات الحضرية للمغرب وهولدينغ العمران ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا وبرنامج الأممالمتحدة للمؤسسات البشرية (منظمة الأممالمتحدة – السكن). كما تم إبرام اتفاقيات شراكة في هذا الصدد من أجل التخطيط الحضري بين دكار من السينغال والرباط؛ وأبيدجان من كوت ديفوار والدار البيضاء؛ وياوندي من الكاميرونومراكش؛ وجينجا من أوغاندا، والصويرة؛ وسوسة من تونس والجديدة؛ وروفيسك من السينغال، والداخلة؛ وأبومي من بينين والحسيمة. ويشار إلى أنه ثم ضرب موعد خلال الجلسة الختامية إلى الحضور للدورة التاسعة لقمة المدن الإفريقية المزمع انعقادها سنة 2021 في مدينة كيسومو بكينيا.