قالت لي أمي يوما، عندما أخلى سبيلي ذلك القائد الذي اعتقلني بتهمة دعوتي إياه في إحدى محاضرات الشباب المتحمس، إلى احترام حقوق القرويين المتسوقين، الذي كانوا ينزلون للتسوق بالسوق الأسبوعي لبلدتي. قالت لي، رحمة الله عليها: “الزين بُو الفعل الزوين كيكرهوه الحاقدين”. من أولئك الحاقدين الذين ذكرتهم لي والدتي ، الذين لهم امتداد تناسلي عبر التاريخ منذ سيدنا آدم ، عليه السلام ، إلى اليوم ، توجد في زمننا زمرة منهم تكره الخير وتعشق الشر والفتن ، سلاحها في ذلك الدعاية المغرضة والكلام “العيب” الذي يُعيده الله، سبحانه وتعالى، إلى أصحابه، إن لم يتوبوا، سيئات؛ ولنا في الكتب السماوية وتاريخ الأنبياء والصالحين ، ما يغني ويفيد من العِبر . سيدنا محمد إمام الأنبياء ، عيسى مكلم الناس في المهد، موسى ذو العصا الحية فالقة البحر ، يونس ذو النون، أيوب رمز الصبر .. عليهم جميعا أفضل الصلوات وأزكى السلام . نابليون عاشق الغزو، سيزار المغدور، كيلوباترا مجترعة السم ، محمد الخامس مفضل المنفى عن بيع الوطن .. كل هؤلاء، وغيرهم كثير، كانوا ضحايا الحسد والحاقدين، الذين روجوا ونشروا ضدهم دعايات مغرضة بهدف إشعال المفتنة. إن بلدي المغرب يعتبر استثناء بنسبة مناعة أهله المرتفعة ضد الدعاية الفاسدة ، ورجاله الأوفياء ، بقيادة ملك العدل والتسامح والتضامن ، لن تثنيهم دعايات الحاقدين المستغلين لمساحات حرية التعبير في البلد الآمن ، ولن تمنعهم من الاجتهاد والعمل لأجل تنمية الوطن وتقدمه ، وازدهار شعبه ، وكل ذلك هدف مبارك أسمى ، لن يتراجع شرفاء هذا الوطن عن تحقيقه ، رغم دعاية الحاسدين وكيد الحاقدين . ما حققه المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس يغيض الحاقدين ، أعداء تنمية المملكة وتقدمها ، فهم يحاولون جاهدين ، مسخرين عملائهم المأجورين ، المرضى ” المهرجين ” ، لتقويض تقدم المغرب بخنق نفس الحرية فيه بنشر ” فيديوهات ” الدعاية الحاقد المسيء لقادته الشرفاء الأخيار ، وهم قادة المغرب الذي قال لي عنه يوم واحد من أبنائه اليهود ، صادفته في مدينة فاس إبان منتدى دوليا حول تسامح الثقافات وتعايشها : ” إن المغرب بلد أولياء الله الصالحين ” . نعم ، بلد الحزبين القرآنيين ، واحد مع صلاة الفجر ، والثاني بعد صلاة المغرب ، فكيف يخيب هذا البلد المُحصن الآمن ، وفيه أولياء الله الصالحين ، الذين قال فيهم جل وعلا : “وعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ..”.