أثار مقتل الشاب الفلسطيني، إسحاق خيل حسان، الذي يعاني من اضطرابات نفسية، على يد جنود مصريين إثر اجتيازه الحدود البحرية الفلسطينية المصرية بأمتار قليلة غرب مدينة رفح، الخميس، غضبا واستياء شديدين لدى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي. واقعة القتل التي بثتها قناة الجزيرة، في شريط حصري، الجمعة، لاقت تفاعلا كبيرا من قبل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشنوا هاشتاغ #ليش_قتلوه تعبيرا منهم عن سخطهم لما فعله الجنود المصريون في حق شاب فلسطيني أعزل، خصوصا وأن الشريط أظهر تلويح أحد أفراد الأمن الفلسطيني للجنود المصريين بأن الشاب مختل عقليا، غير أن الجنود لم يعيروا الأمر أي اهتمام وواصلوا إطلاق النار حتى أردو الشاب الفلسطيني قتيلا. الوسم الذي تصدر، السبت، قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر، عرف مشاركة العديد من النشطاء العرب، حيث قالت ناشطة تدعى "وفاء الغندور" في تغريدة لها: "انعدمت الإنسانية في ذلك الجيش الجبان فقتلوا شابا مختلا عقليا". في حين انتقد أحد النشطاء عملية القتل وقال إن الشاب الفلسطيني لم يكن يحمل سلاحا معه، وكان على الجنود اعتقاله أو محاكمته، "أي شيء إلا القتل"، على حد تعبيره. وقال الكاتب الفلسطيني ياسر علي في تدوينة له على موقع تويتر: "الجيش المعتل ترك المحتل وقتل المختل.. شر أنجاس الأرض". بدوره قال الكاتب والشاعر الفلسطيني سعيد الحاج في تغريدة له: "لأن أمثال سليمان خاطر رحمه الله أصبحوا هم الأقلية، ونماذج السيسي هي السائدة، وتسعى لإثبات ولائها للصهاينة". مصريون يقارنون بين مقتل الفلسطيني وتسليم جنود صهاينة وقارن نشطاء مصريون بين واقعة مقتل الشاب الفلسطيني الأعزل على يد الجنود المصريين وبين واقعة تسليم الجيش المصري لجيش الاحتلال الإسرائيلي أربعة من جنوده دخلوا الحدود المصرية ب"الخطأ"، بحسب ما أفادت به صحيفة "اليوم السابع" في آب/ أغسطس الماضي، واتهموا الجيش بالكيل بمكيالين، وبالعمالة لجيش الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية. هيئات وفصائل فلسطينية تدين الإعدام من جهتها، أدانت فصائل وهيئات فلسطينية إعدام الجيش المصري للشاب الفلسطيني الأعزل إسحاق على الحدود الفلسطينية المصرية، واعتبرته "تصعيدا خطيرا وموقفا عدائيا ضد الشعب الفلسطيني في غزة". وقالت لجان المقاومة في فلسطين في بيان، السبت: "إن الاستهانة بالدماء والأرواح الفلسطينية لا يعقل أن تقع من قبل إخواننا في الجيش المصري الذين امتزجت دماؤنا ودماؤهم في جهادنا ومقاومتنا ضد المشروع الصهيوني المعادي للأمة". وأكدت لجان المقاومة، بحسب ما أفادت به وكالة "صفا" الفلسطينية، أنه كان بالإمكان أن يتخذ الجيش المصري أي إجراء آخر غير إطلاق النار المباشر بهدف القتل والإعدام، مشددة على أن الفلسطينيين يجددون في كل مناسبة حرصهم على الأمن القومي المصري، داعية إلى وقف التحريض في الإعلام المصري ضد قطاع غزة، والذي يعكس صورة غير حقيقة عن العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين المصري والفلسطيني. وطالبت القيادة السياسية والعسكرية المصرية بأن يكونوا عونا للتخفيف من معاناة أهل غزة، والمساهمة في رفع الحصار، وتشغيل معبر رفح بشكل دائم تلبية للاحتياجات الفلسطينية الإنسانية. من جانبها، استنكرت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار جريمة إعدام الشاب حسان على يد قوات الجيش المصري، وأكدت في بيان لها أن جريمة الاغتيال هذه "تخالف قيم الجوار والعروبة وتتناقض مع قواعد القانون الدولي التي تحفظ حياة الإنسان وتوجب التحذير قبل إطلاق النار". حركة حماس، بدورها أدانت الاغتيال، وطالبت، على لسان وزير داخليتها بقطاع غزة "إياد البزم"، مصر بفتح تحقيق عاجل في الحادث. وقال البزم في تدوينة له على صفحته بفيسبوك: "نحن أمام عملية إعدام بدم بارد في وضح النهار"، وأضاف: "ندعو السلطات المصرية لفتح تحقيق عاجل ولمحاكمة الضباط والجنود المسؤولين عن هذه الجريمة". * عن عربي21