سطرت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب مجموعة من الخطوات الاحتجاجية ضد وزارة أنس الدكالي، بسبب ما اعتبرته “استمرار المعاناة بعد عقود خلت من تضحيات ممرضات وممرضي الوطن في سبيل صون سلامة و صحة المواطنين وتقديم العلاجات في ظروف أقل ما يقال عنها كارثية، قابلتها عقود وأزمنة من التنكر الوزاري والحكومي عبر سياسات صحية فاشلة، برامج وقرارات ومراسيم ترقيعية مجحفة لم تكن يوما منصفة ولم ترق لرد الاعتبار لفئة تعتبر عصب المنظومة الصحية”. وأعلنت الحركة المذكورة في بلاغ صادر عن مجلسها الوطني، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، عزمها خوض إضراب وطني لمدة 24 ساعة بجميع المصالح الوقائية والاستشفائية، مع استثناء مصالح الإنعاش والمستعجلات، مصحوبا بوقفات احتجاجية إقليمية وجهوية يوم 26 أكتوبر الجاري، وكذا تنظيم مسيرة وطنية بالعاصمة الرباط انطلاقا من وزارة الصحة في اتجاه البرلمان، يوم 10 نونبر المقبل، إضافة إلى إضراب وطني لمدة 48 ساعة يومي 27 و28 من الشهر نفسه. وأرجعت الحركة المذكورة سبب احتجاجها إلى ما وصفته ب”استمرار وزارة الصحة والحكومة المغربية في تعاطيها السلبي مع قضايا الشغيلة الصحية عامة وتعنتها وتماطلها في الاستجابة للملف المطلبي المشروع لهيئة الممرضين وتقنيي الصحة على وجه الخصوص”. وأضافت أن سبب الاحتجاج، يرجع كذلك إلى “استمرار نهج الوزارة الوصية سياسة اللامبالاة والتحركات المشبوهة عبر إتحاف الرأي العام بشعارات رنانة وباستراتيجيات تتعدد مسمياتها يكشف زيفها الواقع المرير، فيما يخص ظروف العمل المزرية والموارد البشرية التي تعتبر، بما لا شك في ذلك، أساس نجاح كل البرامج والمخططات الوزارية الهادفة لتحسين جودة الخدمات الصحية”. وطالب المجلس الوطني لحركة الممرضين و تقنيي الصحة بالمغرب، بالإفراج عن مباريات سلك الماستر لهذه السنة الخاصة بعلوم التمريض و تقنيات الصحة، مع إعادة النظر في شروط الترشح التي وصفها ب”الاقصائية”، كما ندد بسياسة “اللامبالاة وتهميش اﻷطر التمريضية قديما وحديثا لحاجة في نفس يعقوب، علما أن هذه الفئة حسب منظمة الصحة العالمية تقدم أكثر من 80 % من الخدمات الصحية المختلفة في البوادي والقرى وأعالي الجبال”، على حد تعبيره. واستنكر “تبجح وزير الصحة، كلما أتيحت له الفرصة، في تضليل الرأي العام عبر سرد قصاصته المعهودة بالاستجابة لمطلب المعادلة الادارية والعلمية، و التي نعتبرها عرجاء وإقصائية خلفت ضحايا كثر، مواصلا سياسته بذر الرماد في العيون والتغاضي عن المطالب الآنية المستعجلة والمشروعة”. إلى ذلك، عبرت الحركة عن استيائها وقلقها من أحداث الاعتداءات اليومية على الأطر الصحية عبر ربوع الوطن، والتي كان آخرها الجرائم الدموية التي اتخذت من أقسام المستعجلات مسرحا لها بكل من مستشفيات انزگان، ايت اورير، الصويرة و فاس، محملة وزير الصحة كامل المسؤولية في استمرار الاعتداءات. عضو لجنة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب عبد الكريم أيت باعلي، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الحركة قررت التصعيد والعودة إلى الإضراب بسبب “حالة الاحتقان في صفوف مهني الصحة عامة و الأطر التمريضية بشكل خاص”، وردا على ما وصفه ب” التحامل الوزاري والحكومي تجاه القضايا التمريضية، بالإضافة إلى ما عرفه المشهد التمريضي مؤخرا من أحداث المؤسفة، تتمثل في العنف والاعتداءات، والشكايات الكيدية”، على حد تعبيره. وأضاف أن البرنامج الاحتجاجي لحركة الممرضين يهدف إلى أن يقول لوزارة الصحة “باركا من الحكرة والتهميش”، “باراكا من السياسات الإقصائية والتمييزية”، و”كفى عنفا في حق الممرض المغربي الذي قدم الكثير وما يزال في ظل ظروف العمل الكارثية والنقص العددي الكبير للأطر التمريضية وغياب التجهيزات اللازمة”.