ككل مرة لما تحل مناسبة دينية على المغاربة، يشتد حبل التوتر بين جماعة العدل والإحسان ذات التوجه الإسلامي والمعارضة للنظام، والسلطات المحلية بعدد من المدن المغربية التي تنشط بها الجماعة، وتعتبر ذكرى المولد النبوي واحدة من هاته المناسبات على غرار شهر رمضان الذي تسعى فيه الجماعة لتنظيم معتكفات تعبدية في المساجد تجد أمامها في أغلب الأحيان المنع من طرف السلطات. هذه السنة عمدت الجماعة التي أسسها الشيخ الراحل عبد السلام ياسين، إلى إحياء ذكرى المولد النبوي في عدد من المدن المغربية، غير أن الملاحظ أن السلطات لم تتفاعل معها في مدن وسمحت لها بذلك لتمر طقوس الاحتفال في أجواء عادية، في وقت تم منعها في مدن أخرى ونزلت القوات العمومية للشارع لإيقاف مواكب الشموع. البيضاءالفنيدق احتفال بلا منع خرج أعضاء الجماعة ذات التوجه الإسلامي في كل من مدينتي الدارالبيضاءوالفنيدق، أمس الأربعاء، مصحوبين بعدد من المواطنين، في مواكب شموع وتهليل وذكر وصلاة على النبي العدنان، وجابت عدد من أحياء المدينتين وسط تجاوب من الساكنة بمختلف أعمارها. وعرفت المواكب بالمدينتين المذكورتين إلقاء قصائد شعرية ووصلات إنشادية كما تم توزيع الثمر والحلويات على الحضور، وكذلك تم توزيع مطوية تذكر بخصال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومحبته وفضائله، لتختتم الاحتفالات بكلمات لأعضاء الجماعة. قوات عمومية ومنع بعدد من المدن في المقابل، شهدت مدن تاوريرت، شفشاون، تطوان، نزول القوات العمومية إلى الشارع، ومنعت تقدم المواكب التي تنظمها جماعة العدل والإحسان انطلاقا من أحد المساجد بكل مدينة، في حين لم يسجل أي احتكاك مع المحتفلين الذي عمدوا إلى توقيف مواكبهم والانصراف، والتنديد بعد ذلك ببيانات وبلاغات نشرت على الموقع الرسمي للجماعة. واعتبر بيان صادر عن الجماعة بمدينة تاوريرت أن منع الموكب الذي خرج بعد صلاة المغرب من يوم أمس الأربعاء من المسجد المحمدي وكان متجها نحو السوق المحروق، أنه "سلوك أرعن لا أخلاقي"، وأنه "لا تفسير له سوى منطق التعليمات الفوقية التي تمنع الاحتفال الشعبي بالمولد النبوي، وتمنع المغاربة من الفرح بمولد خير البرية"، مسترسلا "لكنها في المقابل تستقبل فناني وفنانات العهر والفحش، وتفتح لهم الأماكن العامة وتبذر أموال الشعب عليهم". من جهته، ندد فرع الجماعة بمدينة شفشاون بمنع احتفالاته التي افتتحت بترديد أناشيد وأمداح نبوية، وتوزيع الثمر والحلوى، وهاجم في بيان له المسؤولين عن المنع واصفا إياهم ب "قوى الظلم التي ترعى أنشطة الفساد (موازين، حفلات ماجنة، أفلام الدعارة... ) بأموال المستضعفين في ظل معاناة كل فئات الشعب من البطالة، الغلاء، التجهيل، الفقر". مدينة تطوان هي الأخرى شهدت منع الاحتفالات التي تنظمها الجماعة المذكورة، والتي كان يتقدمها أطفال ارتدوا الزي التقليدي، غير أن السلطات المخزنية، حسب بيان لجماعة الشيخ ياسين بالحمامة البيضاء، "أبت إلا أن تشارك الحاضرين الحفل على طريقتها المعهودة المألوفة؛ فقد طوقت كل المسارات التي كان الموكب سيسلكها بتلاوين مختلفة من القوات، آمرين الحاضرين بعدم التقدم خطوة واحدة".