في خطوة إنسانية، احتضنت إحدى العائلات بمدينة مراكش الشاب محمد زينون الذي أثار تعاطف الفيسبوكيين بعد ظهوره تائها في أزقة المدينة، حيث قامت التقى أفراد الأسرى المحتضنة بالشاب "الضائع"، ليلة أمس الأحد وهو يتسكع بأحد الشوارع المجاورة لسكناهم بالمدينة الحمراء. وأوضحت العائلة في تصريح لأحد أفرادها لجريدة "العمق"، بالقول: "التقينا به صدفة، وحاولنا معه أن يرافقنا للمنزل لأننا نعرف قصته على مواقع التواصل الاجتماعي"، معتبرة أن خطوتها إنسانية بالأساس بعد دعوات لتدخل المحسنين من أجل احتضان الشاب زينون. "العمق" التقت بمحمد زينون في حوار مصور، ينشر لاحقا، حيث عبر الشاب عن ارتياحه للأسرة المحتضنة بعد موافقته على مرافقتهم، قائلا: "ارتحت لهم ولم أعرف سبب ذلك، بل قلبي من قادني وأصر علي حتى أذهب معهم، كما أحمد الله بهم وأشكره على رعايتهم لي وحرصهم على تنظيفي". وأضاف بالقول: "إنه احساس جميل أن أجد من يرحمني بعدما قسى علي الشارع لمدة عشر سنوات"، كاشفا أن سبب لجوئه للشارع، هو تراكم مجموعة من المشاكل، أبرزها "عدم وجود من يأخد بيدي لإبراز هواياتي التي تركت الدراسة من أجلها، بالإضافي إلى حالة أبي المرضية التي يعاني منها". وعن علاقته بحبيبته، قال زينون في الحوار ذاته، إنها هجرته بعدما لم تتقبل مستواه المادي والاجتماعي، وفق تعبيره، مبديا تأسفه على ذلك. وأثار الشاب محمد زينون تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر في شريط فيديو هو يتجول بملابس متسخة ورديئة، رافضا ارتداء ملابس جديدة من طرف متبرعين، فيما لقي صوته في تجويد القرآن الكريم إعجابا كبيرا من طرف رواد "الفيسبوك". وكشف نشطاء على فيسبوك، أن الشاب محمد هو ابنة مدينة الدشيرة، واستقر في مراكش مع جدته بعد بلوغه سن الخامسة، حيث كانت هوايته الوحيدة هي الغناء والعزف على عدة آلات موسيقية، أهمها الكمان والناي، مشيرين إلى أن شخصيته جعلته محبوبا وطيبا لدى الجميع. وأوضح المصدر ذاته، أن زينون سبق وأن اشتغل في مرقص ليلي ولقب بالداودي لجمال صوته، فيما كانت له علاقة بفتاة تشتغل في مجال الحلاقة، حيث بطلب الزواج إلى والدته ووالده، غير أنهم رفضوا تزويجه بالفتاة المذكورة، وهو ما جعله يدخل في أزمة نفسية تحلت إلى مرض نفسي بعد ذلك. وأرجع البعض سبب أزمته النفسية إلى تعرضه للسحر، مؤكدين أنه "لا يمتهن التشرد وحالته المادية جيدة ويتوفر على رصيد بنكي وهاتف رفيع وحاسوب وملابس باهضة الثمن، لكن تأتي عليه أوقات تتغير حالته النفسية ويخرج لشارع بملابس التشرد، فيما والداه يعانيان من أجل إيجاد حل لابنهم".