مما لا ريب فيه ان الاعلام يؤدي دورا رئيسيا في تقدم الاقتصاد المغربي وهذا ما يحقق التنمية الاقتصادية , اذ لم يعد عالم المال والاعمال يحكم الاقتصاد وانما المهيمن هو عالم الاعلام في هذا العصر بحيث كلما كان الإعلام الإقتصادي متطور كان الاقتصاد متطور بالأساس، من خلال ارتباطه الوثيق بالاقتصاد ،لان هذا التراب فرضته ضرورة المتغيرات الاقتصادية وعليه يعتبر الإعلام صمام الأمان في ترشيد وتنوير واشهار المبادرات الاقتصادية من تنزيل المشاريع القتصادية بمختلف مستوياتها وبالتالي يعكس العلاقة التشاركية بين الإعلام والاقتصاد ،لذا بات الإعلام اليوم يلعب دورا مهما في التصدي لأهم المشاكل الواقعية الاقتصادية التي تواجه السياسة الاقتصادية ببلادنا،وأكثرها ارتباطا بحياة المقاولة المغربية والمواطن المغربي على الخصوص بحيث ينقل مشاكل الجمهور الاقتصادي الى بيت السياسة وذلك من خلال الوصول إلى النضج الإعلامي بمختلف تلويناته من تلفزيون وكتب ومجلات وصحافة ورقية وإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مواقعها ولو تطلعنا الى ثورة الاتصالات والاعلام الاقتصادي نجد انها اصبحت احد ابرز مظاهر الاعلام الجديد الذي انتجته وساعدت على ظهوره شبكة الانترنت, فهذا الاعلام اسهم في تطور الاقتصاد الالكتروني وزيادة التجارة البينية عن طريق وسائل الاعلام الاجتماعية. رغم ذلك يلاحظ أن الإعلام اليوم لم يصل بعد إلى مرحلة خدمة التنمية الاقتصادية بما فيه الكفاية لدعم الإقتصاد وهذا نلامسه من خلال البرامج التي تتناول قضايا الاقتصاد الوطني تكاد تبقى حبيسة أمام المنافسة الاقتصادية العالمية؛ نجد فقط بعض البرامج التي تهتم بالاقتصاد مثلا برنام في الاقتصاد الذي تبثه قناة m1tvوبرنامج الوسيط الذي تبثه القناة الثانية إضافة إلى بعض الفقرات التي تقدمها التلفزة المغربية في الأخبار ؛ وهنا ياتي دور الاعلام باعتباره السلطة الرابعة ليؤثر على عملية صنع القرار بكل اشكاله والتعريف بالتحديات التي تواجه عملية التنمية وبخاصة مشكلة الفساد الإداري والمالي كما العمل على تحديد عناصر القوة والضعف ووضع استراتيجيات تنموية شاملة تخاطب الرأي العام بهدف إقناعه بالمشاركة الايجابية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي. وفي هذا المضمار حان الوقت لتطوير مبادئ الإعلام والاقتصاد خدمة لصالح بلدنا وواقعه من خلال إعلام مغربي واعطاءه مساحة من الحرية والحصول على المعلومة للإعلام المغربي من أجل استكمال رسالته المهنية في خدمة قضايا الوطن،ثم تدريب أطر إعلامية متخصصة في الإعلام الاقتصادي. اليوم نحن في حاجة ماسة لإعلان اقتصادي اجتماعي تنموي لأن المقاولات و التعاونيات المغربيتين يحتجان إلى إعلام يساهم في نموها يتوافق مع رؤية رجال الأعمال والسياسة للإسهام في بناء إقتصاد وطني مثين. يعتمد العالم في تطور اقتصاده على قدر الصورة الإعلامية التي تتشكل في أذهان المجتمعات، وهذا ما يعكس أهمية الإعلام والاقتصاد, ولبناء اعلام اقتصادي تنموي متطور ومستمر يجب العمل على نشر ثقافة التنمية بين المجتمعات, ووجود استراتيجية مهنية واضحة تقوم على اسس البحث العلمي لتحليل والاستقراء وتدفق المعلومات بشفافية واضحة.