يعتبر الاهتمام بالصحافة الاقتصادية نشاطا شاملا ومتعدد الأبعاد ،يتجلى في مخاطبة الرأي العام،ويهدف إلى إقناعه بضرورة المشاركة الايجابية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي،وبرامج إعادة الاعمار الاجتماعي عبر تقديم صورة عن طبيعة التوجهات المستقبلية للاقتصاد والتعريف بالنشاطات والفعاليات الاقتصادية والتنموية والطاقة المتاحة، وتشجيع حركة التبادل الاقتصادي والاستثماري بشتى مجالاته وصوره من خلال ما يسمى بالاتصال المعزز للتنمية،الذي يهدف إلى نشر ثقافة اقتصادية وتنموية بعرض وتبسيط وشرح وتفسير وتحليل المضامين الاقتصادية في قوالب صحفية مهنية،لخدمة أهداف التعليم والتثقيف ونشر المعلومات وتنشئة المجتمع على مفاهيم اقتصادية تخدم مصالحهم وتمس حياتهم اليومية ومستقبل أجيالهم،ويرتبط تطور أداء الصحافة الاقتصادية المكتوبة ارتباطا وثيقا برغبة الدولة في تحسين المناخ الاقتصادي وتوسيع دائرة المشاركة في عملية صنع القرار الاقتصادي،وتحسين درجة الشفافية وقبول الانتقاد. ولضمان نجاح الصحافة الاقتصادية في نشر ثقافة اقتصادية تنموية وتوعوية لابد من وجود رؤية واضحة وإستراتيجية لها لإبراز فلسفة الاقتصاد وتوجهاته واستخدام أدوات البحث العلمي لزيادة المقدرات الصحافية على التحليل والاستقراء، والتزام المهنية والمصداقية واحترام الحرية الصحافية والاستقلالية في تحديد إشكاليات وتحديات الاقتصاد المغربي ،والاستفادة من العلم والتكنولوجيا الإعلامية والثورة التقنية لبناء قاعدة معلومات وتحليلات يستفاد منها في وضع استراتيجيات وتحليل السياسات العامة للبلاد،ومساهمة وحدات الصحافة الاقتصادية المعززة في توجيه سلوك المواطنين وحثهم على تحمل مسؤولياتهم في مجالات إعادة الاعمار والتنمية،وإبراز وجهة نظر المجتمعات المحلية وعمل تسويق اجتماعي لمشروعات الاقتصاد،بتحويل الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى إلى مواقع لعرض نتائج الدراسات العلمية الاقتصادية،ومنابر لتبادل الأفكار والآراء الاقتصادية والمعالجات الواقعية لقضايا وهموم الاقتصاد المغربي ،عبر حضوره بقوة في الفعاليات الاقتصادية وتواصله مع الحركة الأكاديمية في هذا المجال ،واختيار المعلومات والموضوعات بشكل دقيق وجذاب واستخدام أساليب مشوقة من أجل جذب كل شرائح المجتمع للتفاعل مع الوسائل الإعلامية في مجال الصحافة الاقتصادية. ولتفعيل دور الصحافة الاقتصادية المكتوبة في المغرب ينبغي التعريف بالتحديات التي تواجه المقال الاقتصادي وذلك بتحديد مشاكل قوته وضعفه ،وتحديد طبيعته،والدور الذي يمكن أن يلعبه في شرح عملية وأدوات السوق والتخطيط الاقتصادي ،وتحليل التغيرات الهيكلية وتحفيز القطاعات الإنتاجية. ورغم أن الاقتصاد أهم قوة محركة ومعتمدة في قياس تقدم البلدان ،إلا أن ثقافته لم تطرح بعد للبحث والدراسة،سواء من طرف العاملين في الصحافة الاقتصادية المغربية،أو من طرف خريجي الجامعات المغربية ،مما يؤكد أن البحث في الصحافة الاقتصادية لم يعرف بدايته بعد. ولذلك فدراسة موضوع الصحافة الاقتصادية ستسمح بمعرفة العديد من المعطيات التي لها أهميتها في مجالات عدة، وبهذا المعنى ،فان نظام وإستراتيجية المقال الاقتصادي إن صحت أسسه يعتبر كالمرأة الساطعة التي تلوح بضيائها مختلف الجوانب المستعصية في الاقتصاد المغربي.