دخل التوتر الاجتماعي بين الربابنة المضربين وشركة "لارام" يوم الثامن، والذي أدى إلى إلغاء 65 رحلة لحد الآن وإعادة 11 ألف تذكرة سفر، إلى قبة البرلمان، في حين تتخوف الشركة من أن يستمر التوتر في فترة نقل الحجاج التي بدأت أمس الخميس، ما سيبب معاناة كبيرة للحجاج ويكبد الشركة خسائر كبيرة. ووجه البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، سؤالا كتابيا إلى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي محمد ساجد، حول تأثير الارتباك الذي تعرفه حركية الطيران على الأمن الروحي للمغاربة، مسائلا إياه عن "الإجراءات المستعجلة لحماية حقوق المواطنين المغاربة فيما يخص تسهيل عملية سفرهم لأداء مناسك الحج في ظروف عادية ومريحة". واعتبر البرلماني أن قطاع الطيران بالمغرب يعيش على إيقاع ارتباك كبير، وذلك بسبب ارتفاع حدة الإضراب الذي يخوضه الربابنة، الأمر الذي انعكس سلبا على حركية الطيران وإلغاء العديد من الرحلات التي كانت مبرمجة مسبقا، مما أثر بصورة سلبية على نفسية المسافرين، خاصة أولئك المتوجهين إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، وهذا ما يشكل في الواقع مسا خطيرا بالأمن الروحي للمغاربة. وأضاف وهبي في سؤاله الذي اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، أن "استمرار هذا الارتباك في حركة الطيران، ونحن على بعد خطوة من إعطاء الملك محمد السادس لانطلاق بعثة الوفد الرسمي الذي سيتوجه هذه السنة لأداء مناسك الحج، ينذر بتزايد حدة الاحتقان وغضب المواطنين، لاسيما مع استمرار الغياب التام للحكومة التي من المفروض أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في ضمان ظروف وسلامة الأمن الروحي للمغاربة". وتكبدت شركة "لارام" خسائر كبيرة، بسبب إضراب ربابنتها، حيث يتوجب على الشركة سداد ثمن 11 ألف تذكرة أعادها الزبناء، بعد إلغاء رحلاتهم، دون احتساب النفقات المتعلقة بمواقف الطائرات، وضرائب المطار، وبحسب مصدر داخل شركة الخطوط الملكية المغربية لصحيفة "جون أفريك"، فإن "حجم الخسائر يمكن أن يصل 50 مليون درهم، إذا جمعنا كل ذلك." وقالت الصحيفة الفرنسية المهتمة بشؤون البلدان الإفريقية، إنه لوضع حد لهذا الوضح، بدأت جولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع بمبادرة من إدارة "لارام"، ويقول مصدر من الخطوط الملكية المغربية، "التقينا اليوم في أجواء مريحة جدا، ومقتنع بأنه سنتوصل إلى اتفاق بشكل سريع". ويطالب ربابنة "لارام"، الذين يحصلون، بحسب "جون أفريك" على 150 ألف درهم شهريا زيادة تقدر ب15 ألف درهم خلال الثلاث سنوات المقبلة بالنسبة للربابنة، و10 ألاف درهم للربابنة المساعدين، بالإضافة إلى 12 يوما عطلة في الشهر بدل 8 أشهر، كما يطالبون بإعادة فتح مدرسة الطيران في المغرب والتي تم إغلاقها في 2014 خصوصا مع تزايد المنافسة مع الشركات الرائدة في العالم وتوظيف ربابنة أجانب المبتدئين منهم والمؤهلين.